في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال في سورة «المزمل» : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ). وفيما تحدثت به الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها أم المؤمنين عائشة برواية الإمام الترمذي: ( أنهم ذبحوا شاة ثم وزعوها على الفقراء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة: ما بقي منها ؟ فقالت: ما بقي إلا كتفها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بقي كلها إلا كتفها ) . والمعنى: أن ما تم التصدق به هو الباقي له عند الله ينتفع به يوم القيامة. وفي هذا الحديث إشارة إلى قوله تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق). هذا وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم برواية الإمام أحمد: ( أن كل امرىء في ظل صدقته يوم القيامة يوم تدنى الشمس من رؤوس العباد حتى يحكم الله بين الناس ). كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( داووا مرضاكم بالصدقة )، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الحسنة بعشر أمثالها والصدقة تطفئ غضب الرب). وروى الحاكم وصححه، عن جابر رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عمرو ابن عوف يوم الأربعاء، فذكر الحديث إلى أن قال: «يا معشر الأنصار». قالوا: لبيك يا رسول الله. فقال: «كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله تحملون الكل، وتفعلون في أموالكم المعروف، وتفعلون إلى ابن السبيل، حتى إذا من الله عليكم بالإسلام وبنبيه إذا أنتم تحصنون أموالكم؟! وفيما يأكل ابن آدم أجر، وفيما يأكل السبع والطير أجر». قال : فرجع القوم فما منهم من أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين بابا. أي فتح بها ثغرات لمن يريد الدخول من أهل الحاجة. ويجسد نبي الله صلى الله عليه وسلم صورة للكرم ومردوده على الإنسان فيقول عليه الصلاة والسلام : بينما رجل يمشي بفلاة، إذ سمع صوتا في سحابة يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة أي أرض ذات حجارة سود فإذا شرجة أي مسيل ماء قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان، وهو الاسم الذي سمعه في السحابة! فقال: ولم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فماذا تصنع فيها؟ فقال: أما وإذا قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثا).. فلنبادر يا أخي بالصدقة، واحرص أن تكون صدقتك جارية حتى تنتفع بها بعد الممات. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة