حسب تقرير (الاتحاد العربي للكهرباء لعام 2011)، تعتبر المملكة هي الدولة الأكثر استهلاكا للكهرباء من بين الدول العربية. وقد أشار التقرير إلى أن استهلاك المملكة يعادل استهلاك (12) دولة في الشرق الأوسط. وبغض النظر عن هذه المقارنات غير الدقيقة، إلا أن قيظ الصيف يكشف لنا كل عام أن شركة الكهرباء غير قادرة على توفير كافة الطاقة المطلوبة لتلبية احتياجات المدن الكبرى. كما أن التوسع في شركات الكهرباء ليس مؤشرا جيدا لأي دولة. المملكة حاليا تأخذ ما يقارب (2) مليون برميل من بترولها المنتج يوميا لتستهلكه داخليا، أكثر من نصف هذا الرقم يذهب لتوليد الطاقة الكهربائية. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك المملكة للبترول في العام 2030م لو استمر النمو بنفس المعدل الحالي سيصل إلى (8) ملايين برميل يوميا. مما يعني أن كل إنتاج المملكة من البترول سيستهلك داخليا، إذا لم نلتفت للطاقة البديلة. في فرنسا، قامت شركة (EDF) باستئجار أسطح المنازل لاستخدامها لجمع الطاقة الشمسية عن طريق (ألواح الطاقة الشمسية) لصالح شركة الكهرباء نفسها، وهي فكرة عملية ذات مردود إيجابي على البيئة والشركة والمواطنين. وفي الدول المجاورة، الأردن لها تجربة رائدة أيضا في مجال توفير الطاقة الأحفورية. تتلخص تجربة الأردن في: توزيع (ألواح الطاقة الشمسية) مجانا على المنازل، بحيث يستهلك كل منزل جزء من طاقته الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، مما يخفف الضغط على شركة الكهرباء. ولو تحدثنا محليا، فأمانة العاصمة المقدسة لها تجربة رائدة في مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية، فالمشروع الذي تتبناه حاليا لإنتاج الطاقة الشمسية سيوفر على الدولة (300) ألف برميل بترول سنويا. المطلوب هو أن تتبنى (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) هذه الأفكار الرائدة والبديلة لتوليد الطاقة، وأن تستضيء بالتجربتين الفرنسية والأردنية بهذا الخصوص، وأن تستأنس بالتجربة الرائدة محليا لأمانة العاصمة المقدسة وتدعمها وتحفز بقية الأمانات والبلديات على الاقتداء بها. فكل أولئك لو تم تفعيله إضافة إلى توعية وزارة الشؤون البلدية والقروية للمواطنين بالتوجه لبناء (المباني الخضراء) ، سيساهم في توفير الطاقة المنتجة من شركة الكهرباء، وتوفير استهلاكنا المحلي من البترول، وتوفير المبالغ المالية التي يدفعها الفرد شهريا للحصول على الكهرباء. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) أن يتم تبني الأفكار العالمية والإقليمية والمحلية لإنتاج الطاقة البديلة، خصوصا وأن أحد مهام المدينة هو: (العمل على إدخال مصادرة جديدة للطاقة للمساهمة في التنمية المستدامة). [email protected]