بقي من الزمن ثمانية أعوام فقط.. فهل تنجح عسير المنطقة والإنسان في أن تكون مقصد السياح الأول على خارطة الوطن من أقصاه إلى أقصاه. الإجابة على هذا السؤال العريض بدأت ملامحها تتشكل شيئاً فشيئاً الآن، فعندما تقف على واقع المنطقة التي تعد الثانية من حيث المساحة الجغرافية على مستوى الوطن تدرك أن الرؤية التي يثابر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير على تحقيقها ليست بعيدة المنال. دون عناء كبير، يلحظ الزائر إلى أبها العاصمة الإدارية لمنطقة عسير حجم الأعمال الهائلة التي تشهدها المدينة من أقصاها إلى أقصاها فهنا شوارع تشق، وجبال تدك، وأنفاق تحت الأرض تحفر، وهناك جامعة تشيد، ومدينة طبية في مرحلة البناء والتشييد، وبنى تحتية تكتمل. أجابني صديقي مسؤول الشؤون الإعلامية في إمارة منطقة عسير زايد الأسمري عندما سألته إلى أين تتجه المنطقة قائلا: «رؤية أمير المنطقة أن تكون عسير قبلة للسياح والأولى سياحياً على مستوى المملكة، بقي من الزمن 8 أعوام وفي عام 2020 سنبلغ الهدف، وكل المؤشرات التي تتحقق على أرض الواقع تؤكد ذلك، فبلوغ القمة ليس بالمستحيل مع إرادة أمير يعمل ليل نهار بفكر واع وحضور منقطع النظير». في كل شارع تشهد عمل هنا ومعدات هناك، أعمال بناء لا تتوقف، سألت مرافقي لماذا كل هذه المشروعات فجاءت إجابته معززة بالأرقام حيث قال «عسير المنطقة وأبها المدينة هي ورشة عمل كبيرة، لك أن تتصور أن ميزانية هذا العام حملت مشروعات بأكثر من 20 مليار ريال تمثل مشروعات تنموية في قطاعات المياه، الكهرباء، الطرق و النقل، جامعة الملك خالد، التعليم، الصحة، التجارة، الشؤون الاجتماعية، الشؤون الإسلامية، الثقافة والإعلام، رعاية الشباب، هيئة الهلال الأحمر». ويبلغ تعداد سكان منطقة عسير بحسب آخر الإحصائيات التي صدرت أخيراً 1.9 مليون مواطن ومواطنة يتوزعون على 80 ألف كيلو متر مربع، بحسب معلومات «عكاظ» فإن عسير المنطقة ستشهد خلال السنوات الثمان المقبلة تنفيذ مشروعات تنموية كبرى تتجاوز قيمتها 160 مليار ريال على أقل تقدير. ويحرص أمير منطقة عسير على مشاركة كل أطياف المجتمع في رحلة البناء، مؤكداً لهم دوماً أن بناء الإنسان أهم من أي مشروع أو خطة إعمار، وفي غير مرة يحض أمير المنطقة المواطنين على ضرورة أن يتآزر الجميع من أجل بلوغ الهدف الأسمى «أبشركم جميعاً بأن هذه المنطقة في طريقها إلى نهضة شاملة بإذن الله وبتعاون الجميع، لذلك يجب علينا أن نضع أيدينا في أيدي البعض من أجل استكمال بناء وازدهار المنطقة فالعمل الفردي لا يمكن له أن ينجح بأي حال من الأحوال». يجمع عدد غير قليل من سكان المنطقة وزائريها ممن التقيتهم أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز يسعى جاهداً وبصدق وعمل ملموس لتحقيق الكثير من التغييرات الجذرية والإنجازات غير المسبوقة. سألت زايد الأسمري عن الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدينة والحلول المتوقع تطبيقها لا سيما أن الصيف على الأبواب فأجاب «أدركت إمارة المنطقة والأمانة ووزارة النقل حجم المشكلة وبدأت من الآن تصميم مشروع كبير للنقل العام ليس لمدينة أبها فقط بل ولمحافظتي خميس مشيط وأحد رفيدة حيث تم أخيراً مناقشة ما وصلت إليه الدراسات التي تجريها وزارة النقل بالتعاون مع العديد من الإدارات الحكومية المعنية بالمنطقة لتطوير خدمات النقل داخل أبها الحضرية». وزاد: كثير من هذه المشروعات التي تشاهدها ستنتهي قريباً وقبل دخول موسم الصيف الذي تشهد فيه عسير حركة نشطة في جميع المجالات ويفد إليها ملايين السياح ليس من داخل المملكة فقط وبل ومن خارجها أيضاً.