رحب المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالبدء فورا في حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الأشقاء في سورية، واعتمد في اجتماعه غير العادي بالعاصمة القطرية الدوحة البارحة الأولى قرارا اتخذته اللجنة العربية الوزارية المعنية بالوضع السوري ويدعو فورا إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر وسلطة الأمر الواقع الوطنية وذلك لتيسير الانتقال السلمي للسلطة. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة إن هناك توافقا عربيا لدعوة الأسد للتنحي سريعا عن السلطة مقابل الخروج الآمن. وأعلن المجلس الوزاري العربي إنشاء صندوق خاص بمبلغ 100 مليون دولار للإغاثة الإنسانية داخل سورية وفي دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين. وأكد ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري للدفاع عن نفسه والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية من أجل إيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الشعب السوري. كما يتضمن القرار تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت قرار الاتحاد من أجل السلام لإصدار توصيات بإجراءات جماعية لمواجهة الوضع المتدهور الذي يهدد استقرار سورية والمنطقة من حولها والسلم والأمن الدوليين. من جهته رفض النظام السوري عرض المجلس الوزاري العربي للرئيس بشار الأسد للتنحي مقابل خروج آمن له ولعائلته حسبما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي. إلى ذلك هدد النظام السوري أمس باستخدام الأسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى تحذير دمشق حتى «من التفكير ولو لثانية واحدة» بهذا الأمر.. فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بخصوص هذه الأسلحة معتبرا أن استخدامها سيكون «أمرا مدانا».. فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على أكبر مدينتين سوريتين.وقال مقدسي أمام الصحافيين وأقر فيه للمرة الأولى بامتلاك سوريا لأسلحة كيميائية: «لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الأسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي». وأشار إلى أن «هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر».وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن هذا التهديد السوري أمر «غير مقبول». من جانبه حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من حرب أهلية طويلة الأمد في سوريا في حال تم إسقاط الرئيس بشار الأسد في شكل «غير دستوري». ميدانيا ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش الحر وجيش النظام السوري لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصا، وهو ما أدى إلى سقوط 52 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان..ولفت المرصد في بيان إلى أن العاصمة السورية تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بساتين حيي القدم وكفرسوسة.وأفادت لجان التنسيق المحلية أن «اشتباكات عنيفة تدور في حي القدم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجيش الحر وجيش النظام السوري».