توقع مختصون في سوق الإعلان أن يتجاوز حجم السوق الإعلاني في رمضان 1.5 مليار ريال، ما يشكل 30 % من حجم السوق الإعلاني في المملكة. بعبارة أخرى، تقوم بعض الشركات المعدودة بإنفاق 30 % مما ينفقه القطاع الخاص في سنة، خلال هذا الشهر، ويعكس ذلك زيادة الاستهلاك لمنتجات هذه الشركات بأكثر من 30 %، مايشجعها على الاستثمار في الترويج المفرط لمنتجاتها لدرجة أنه يخال لك أن هذه المنتجات لا تباع إلا في شهر رمضان. ويعود ذلك إلى الاستهلاك المفرط، حيث تستغل بعض الشركات هذا الشهر الكريم لترويج منتجاتها بطريقة ذكية ومختلفة، فإليك مثلا من يقوم بالترويج للمنتجات الغذائية التي تكاد تنتهي صلاحيتها تحت مسمى «عرض خاص»، وإليك من يروج للسيارات والمنتجات الغذائية بأسعار مغرية ويرفع سعرها مع تزايد الطلب عليها، حتى تصل لأرقام قياسية في الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر الفضيل، فقد قامت بعض محال الحلويات بجني حوالي 14 مليون ريال في ليلة واحدة أواخر رمضان السنة الفائتة. وقد أظهرت الأرقام تزايد حجم إنفاق الأسر السعودية بنسبة 40-60 % عن باقي أشهر السنة، فمع تزايد هذا الإنفاق والاستهلاك هل يتزايد أيضا الالتزام بمبادىء هذا الشهر الفضيل؟ أم بالعكس يتزايد الغياب عن العمل (35 % غياب أول يومين في رمضان هذه السنة)، والتبذير، والتنفيخ، والتعصيب ؟ من الأفضل في هذه الحالة أن تقوم الشركات بالإنفاق على الإعلانات، ولكن بالتركيز على الترويج لقيمنا وأخلاقياتنا التي يجدر بنا الالتزام بها خاصة في هذا الشهر المبارك ليتحول الشهر من «رمضان أغلى» ل«رمضان أحلى». دمتم على استدامة.