بعد مقالي الأخير عن حجم الإنفاق الإعلاني في المملكة جاءني عدد من الردود مبررا مئات الملايين التي تنفقها شركات الاتصالات على الإعلانات بأن «هذا هو الاقتصاد الحر».. صحيح.. ولكن الاقتصاد الحر يراوح بين ممارسات مطلقة وممارسات مضبوطة ومقننة.. فأي اقتصاد حر نريد؟ هذا أم ذاك؟ هل نريد الاقتصاد الحر الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد العالمي؟ هل نريد الاقتصاد الحر الذي يشجع على الاستهلاك المفرط؟ هل نريد الاقتصاد الحر الذي يؤدي لزيادة المديونية وتشجيع الاقتراض؟ هل نريد الاقتصاد الحر الذي يؤدي لتلاشي القيم الأخلاقية والإنسانية؟ هذا هو الاقتصاد الحر الذي يؤدي إلى ركود التطور الاجتماعي! وهو أيضا الذي أدى إلى ظهور المصطلحات «التراجعية» كالمسؤولية الاجتماعية للشركات واستدامة الشركات.. التي تعنى بالاقتصاد الحر المنضبط حيث تقوم الشركات باعتماد الابتكار بمنتجاتها وخدماتها، تقليل كلفتها التشغيلية، وخلق الكفاءات والوظائف، من أجل الاستمرار بدلا من زيادة الإنتاج وتشجيع الاستهلاك المفرط.. وهذا ما نعنيه باستدامة الشركات حيث تحدد الشركات دورها في المجتمع وتحول تحدياته إلى فرص استثمارية تضمن استمراريتها وزيادة ربحيتها. أتمنى أن يكون هذا هو الاقتصاد الحر الذي نريد. من هنا تطرقت لشركات الاتصالات، فبدلا من مئات الملايين التي تنفق في تشجيع مجتمعنا على الاستهلاك المفرط لخدماتها المتجددة، ربما تقوم بتحسين جودة الخدمة المتقطعة! ودمتم على استدامة.