.. يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون). ولكن الإنسان بمحدودية علمه كثيرا ما يعجز عن إدراك ما في النفس البشرية من أسرار، أو علل. فلقد أمضيت معظم أيام الشهور الثلاثة الماضية ما بين المستشفى والبيت في محاولة للوصول لعلاج ما ألم بي، ومع ذلك فقد كنت أمارس حياتي العادية فأكتب مقالاتي ل «عكاظ» وأحضر المناسبات واجتماعات مجلس الإدارة، وكذا حضور الجمعية العمومية الأمر الذي لم يوح للكثير من الأهل والأصدقاء بدخولي المستشفى، أو حتى معاناتي المرضية فلم يزرني إلا عدد أقل من القليل ولهم العذر فهم يقرؤونني كل يوم وصورتي تظهر في لقاءات «عكاظ» واجتماعاتها. على كل ليس هذا موضوعنا فلم أتعود أن أكتب عن مرضي أو أموري الشخصية، وإنما ذكرت ما سلف لأقول إن في الإنسان من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله جل جلاله ولذلك يحتار حتى أبرع الأطباء عن معرفة الكثير من تلك الأسرار!. هذه واحدة.. أما الثانية فهي مرويات من زارني من الأصدقاء وعددهم لا يزيد على أصابع اليد لعدم معرفة الآخرين بمرضي لما أسلفت. فالصديق (أ) يقول: المؤسف يا أخ عبدالله أننا نفتقر للصدق في تعاملنا مع الآخرين.. بل وحتى مع النفس ومرد ذلك ضعف إيماننا وتغلب مصالحنا على المبادئ والخلق والإسلامي!!. ويرى الصديق (ب) أن أبناء جيلنا يعيشون غرباء في هذا العصر الذي تبدلت الأرض فيه غير الأرض التي عشنا عليها، كما تغيرت الأنفس إلى غير ما عهدناه فيها من حرص على التواصل، والتكافل، وتبادل صادق الوداد.. وأصبح الناس اليوم كل امرئ ملهي بشأنه وكأنما هو في يوم العرض يقول: نفسي .. نفسي !!. ويرى الصديق (ج) وهو آخر من زارني وأخذ بيدي وأخرجني من المستشفى وهو يقول: لا علاج لك هنا فاللجوء إلى الله مما تعانيه مخرجك من جور الزمان.. وما عليك إلا أن تتجاهل تنكر بعض الأهل والخلان.. ومشاعر الإحباط التي يقابلك بها بعضهم.. فاللهم أصلح نفوسنا وآتها تقواها لتعرف أمر رشدها الذي به صلاح أمرها فأنت ولي ذلك والقادر عليه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة