رمضان يا سيد الشهور، يا دوحة المشتاق للراحة من عناء الحياة. أحد عشر شهرا ونحن غرباء بدونك تمضي أيامنا كيف ما مضت وتأتي أنت يا رمضان كالبلسم للقلوب الجريحة من عناء الزمن ننشد الطمأنينة في ساعاتك القصيرة وعندما نسعد بك ونهنأ بروحانيتك تودعنا قبل أن نرتوي منك لتعيدنا إلى الأيام الجوفاء بدونك. يا رمضان كلما تهل علينا ينتابنا مزيج من الذكريات الحزينة والسعيدة أو هما معا والمدهش أن كل حدث أو موقف بك أو فيك يلتصق بالذاكرة تقريبا بشكل أبدي مادام هناك قلب ينبض.. وبينما نتواجه مع مواقف كثيرة في باقي شهور السنة ولكنها تتلاشى كلها أو بعضها مقارنة بذكراك يا رمضان.. بالتأكيد ذلك لعظمة قيمتك بين الشهور وعليه يطبع كل شيء يحدث فيك طباعة نهائية في الذاكرة الإنسانية وتحتفظ فيها ربما تكون متلازمة معنا طوال العام. هذا الشهر الفضيل بقدسيته المعهودة وخاصيته بين الشهور تنشرح له قلوب الصغار والكبار وتنتعش وتحلق في حالة نادرة من الفرح والسعادة والأحاسيس المختلطة التي نفتقدها بمجرد انقضاء أيامه التي أصبحت تنفد وتنتهي بسرعة وبسرعة جدا تجعلك تتحسر على ما فات وتستعجب من مغادرة رمضان بهذه الكيفية ولكنها صنع الخالق يقلب الليل والنهار كيف يشاء، ما أحلاك يا رمضان وما أزكى عبيرك وأطيب لياليك.. وأشد ما يقسو على النفس ويؤلمها أن رمضان يأتي غريبا ويرحل غريبا.. كل غارق في هذا الكون يبحث عن مبتغاه ويمر رمضان بعد آخر وجيل بعد جيل وغربة رمضان تزيد وأيامه تغدو سريعا ورمضان يعاني من حالة من التهميش ولا عتب على هذا ولا لوم على ذاك.. رمضان المبارك شهر حري بنا الاستفادة منه والاستمتاع به لصقل الروح وتهذيب النفس وترويض البدن.. جعلكم الله من عواده وكل عام وأنتم بخير.