اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك فكل رمضان وأنتم في خير، وفقنا الله جميعا إلى القيام بواجب الشهر الفضيل وأداء حقه خير أداء وتقبله منا وأثابنا عفوا ومغفرة من لدنه إنه الجواد الكريم. رمضان يوصف بأنه شهر كريم، وهو كذلك حقا. فكثير من المسلمين يظلون ينتظرون مجيئه من عام لآخر يترقبون ما يحمله إليهم من كريم هداياه، وهم وإن اختلفت تطلعاتهم نحو ما يرجون أن يحمله إليهم رمضان، إلا أنهم جميعا يلتقون في حقيقة واحدة هي إيمانهم بكرم رمضان وسعة فضله. لكن لعل أبرز ما يشغل أذهان الناس من تطلعات رمضانية هي أن تحل بركة هذا الشهر ونوره على بلادهم فتنشر فيها السلام والأمن لتعود الطمأنينة إلى قلوبهم القلقة ونفوسهم الفزعة. رمضان أيضا شهر الصبر!! لكن الصبر المراد هنا ليس ذلك الصبر الساذج المتمثل في قدرة الصائم على ضبط نفسه فلا يقرب طعاما أو شرابا حتى تأذن الشمس له، وإنما المراد بالصبر رضا النفس وتساميها على تعب الصيام ومعاناة الوهن والوقوع في الجفاف والحرمان. يهل رمضان في هذا العام وحرارة الصيف في أوجها، وساعات النهار في أقصى درجات طولها، وهناك بين الصائمين من هو ملزم بالعمل البدني المرهق ساعات طويلة من النهار، ومن هو مضطر إلى العمل في درجة حرارة عالية في الهجير وتحت وهج أشعة الشمس، وبعضهم قد لا يجد له مأوى باردا يقضي فيه ساعات راحته في الوقت الذي لا يمكنه تناول رشفة ماء بارد تخفف من عطشه، لكنه مع ذلك مقبل على الصيام برضا وسعادة متحملا ما يصيبه من وهن ومشقة بطمأنينة، كلما قرصته شدة الصيام ذكر ربه وما وعد به الصائمين من عظيم الفضل فانشرح صدره وازدادت سعادته به. ولكن على الجانب الآخر، هناك بين الصائمين من يعمل ساعات قصيرة داخل غرف مبردة على مقاعد لينة، ومع ذلك لايعدم أن يستقبل هلال رمضان بإعلان حالة الطوارىء سواء في بيته أومكان عمله، وتتلبسه حالة من التجهم والضيق تجعله سريع الانفعال كثير الغضب، وقد يجعل من الصيام مبررا لكثرة تغيبه عن العمل وتلكؤه في إنجاز ما يسند إليه من مهام.. صنفان من الناس كلاهما صائم ولكن هل هما في ميزان الفضل على درجة واحدة ؟، هل من يصوم في ظروف شاقة ومنهكة فيتقبل شدة الصيام برضا وإيمان ويرسم ابتسامة الراحة على وجهه مؤملا خير الآخرة، كمن يصوم في ظروف لينة وبيئة مرفهة ويظل يشكو وينوح مذكرا من حوله في كل لحظة أنه يقوم بعمل (عظيم) ينهك القوى ويرهق الأعصاب فلا غضاضة إن لم يسمع منه الناس إلا زجرا ولم ينظر إليهم إلا شزرا؟. أعاننا الله جميعا على طاعته ولا حرمنا خير رمضان وبركته. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة