وهكذا الايام تسير وتعود ويحل علينا شهر مبارك ميمون " انه رمضان" شهر انزل فيه القرآن الكريم .. دستوراً خالداً و.. معبراً ومفسرا للدنيا كلها .. وللبشرية التي تعمر هذا الكون تسبيحاً وتقدسياً للعلي القدير. اجل . انه "رمضان" المبارك الذي انزله خالق الحياة طالباً منا مسلمين وغير مسلمين ان نتذكر أن الحياة هذه هي حياة مسؤولة .. معبرة والمسؤولية التي اعنيها هي تتبع للحق والانقياد نحوه بصبر وحرص وجلد.. والمقصود منا كمسلمين ان نحرص على ان نكون امة "خلاقة" متبعة القول بالعمل .ذلك لان العمل هو الاساس . فنحن نصوم لا من اجل الكف عن الشراب والطعام وليس من اجل ان ننام في النهار باعتبار اننا صائمون .. وفي المساء نسهر ونمارس كل شيء باعتباراننا تخلصنا من هذا الصيام. اطلاقاً الصيام تربية والصيام تهذيب للنفوس والصيام عبرة واعتبار . والصيام بعدئذٍ وقلبئذٍ انقياد واتباع وحرص على ان نكون مسلمين بحق عاملين بحق جاهرين بحق على ان نكون امة مسلمة جديرة بهذه الحياة المبنية على الحق والصدق والنقاء !! اجل هذا رمضان الذي انزله رب العزة والجلال "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان * فمن شهد منكم الشهر فليصمه". وذلك فضل كبير وغاية سعيدة وامل مرجو لمن استعد بحق وحب وغاية حميدة. على أن يكون المسلم مخلصا وصادقاً ونقياً من الاثام والشهوات .. فاذا اختل التوازن ونمنا نهارا وسهرنا ليلا .. واقمنا الموائد التي ملأناها طعاما وشرابا فتلك خسارة يخسرها بعض البشر للاسف وارجو ان يكونوا قلة قليلة " ويحكى ان ابليس لعنة الله عليه عرض ليحيى بن زكريا فقال له يحيى .. هل نلت مني شيئا قط قال لا إلا ان قدم اليك الطعام ليلة فشهيته اليك حتى شبعت منه فنمت عن وردك" فقال يحيى : لله علي ان لا أشبع من طعام ابداً . فقال : ابليس علي اللعنة وانا لله علي أن لا انصح ادمياً ابداً" وليته كذلك على الدوام .. وأخيراً وليس آخرا .. اقول وبصدق وحب .. يا أمة الإسلام يا أهل الصيام والقيام.. هنيئا لكم بما قدمتم لأنفسكم من صلاة وصيام وقيام .. ووداعاً يا شهر الخير . جدة ص.ب 16225