هو الإمام الورع البكاء إمام الحرم المكي الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي من قبيلة حرب المولود في العام 1333 ه في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم. نشأ رحمه الله نشأة دينية، حيث كان والده حريصا على تربيته تربية دينية فأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الخامسة عشرة من عمره على يد والده، وكان يتصف بالوقار والمهابة والتواضع، فكان محبوبا من الجميع، تبدو عليه سمة الصالحين، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، شديد التأثر، وتشهد له جنبات المسجد الحرام، كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة. بدأت علاقة الشيخ عبدالله الخليفي بالإمامة في المسجد التحتي بالبكيرية ثم أصبح إماما للتراويح والقيام، وبعد أن انتهى من طلب العلم على المشايخ ذاع صيته بين أبناء المنطقة، فذكر ذلك بعض المقربين للأمير فيصل بن عبدالعزيز فاستدعاه إماما خاصا به في مدينة الطائف سنة 1365 ه مدة عامين. أعجب بصوته وديانته سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، فطلبه ليكون إماما مساعدا للشيخ عبدالظاهر أبو السمح في المسجد الحرام، فانتقل الشيخ عبدالله إلى المسجد الحرام إماما مساعدا للشيخ عبدالظاهر أبو السمح واستمر في ذلك إلى أن توفي الشيخ أبوالسمح وأصبح الخليفي إماما رسميا للمسجد الحرام عام 1373ه، حيث كان يصلي بالناس الفروض الخمسة والجمعة والتراويح طوال السنوات العشر التي تلت وفاة الشيخ أبو السمح وقضى في إمامة المسجد الحرام ما يربو على أربعين عاما. يذكر أنه يرجع الفضل إلى الشيخ في أنه أول من جمع المصلين على صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان خلفه بعد ما كانت تصلى فرادى أو في جماعات صغيرة في الحرم المكي وقد بدأها بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام حتى بلغت أطراف المسجد الحرام. توفي الشيخ يوم الاثنين 28/2/1414ه في مدينة الطائف ووري جثمانه الثرى بمكة المكرمة، رحم الله الشيخ الجليل وأسكنه فسيح جناته.