يوم .. أو يومان ويحل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بدليل قوله تعالى في سورة البقرة : «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان». ولما كان الورد يعرف برائحته العطرة فقد كنا خلال الزمن الجميل نسعد في شهر رمضان بصلاة التراويح في المسجد خلف شيخنا الأستاذ عبد الله الخليفي الذي كان أول من صلى بالناس صلاة التهجد في المسجد الحرام جماعة، فقد كنت خلال الأيام الأخيرة من الشهر بالنصف الأخير من الليل وأنا في طريق عودتي من العمل للمنزل حيث كان الدوام الرسمي للإدارات الحكومية خلال شهر رمضان في الليل للساعة الثانية، أمر من المسجد الحرام فأرى فضيلته - تغمده الله برحمته - في الحصوة الواقعة شرق المقام الحنفي وهو يؤم الناس في صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان وأذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز كان في كل ليلة بين المصلين الذين لا تتجاوز صفوفهم ثلاثة أو أربعة صفوف في حدود خمسين مصليا في كل صف. وفي المدرسة العزيزية الابتدائية كان أستاذا لجيلنا في مادة التوحيد إلى جانب توليه الإمامة والخطابة في المسجد الحرام والقيام بصلاة التراويح بالناس في رمضان بالحرم إلى أن تغمده الله برحمته عام 1414ه. وقد سعدت أخيرا برسالة من الإخوان محمد وإبراهيم ود. عبدالرحمن وفيصل وعبد اللطيف أبناء الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله وبرفقتها كتاب: «دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان ويليه دعاء ختم القرآن ودعاء عرفة ووظائف رمضان» وهو من تأليف الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام تغمده الله برحمته. ومما جاء في مستهل الكتاب عن المؤلف ما نصه: عمل في بداية حياته إماما لأحد مساجد مدينة البكيرية، وبعد ذلك بفترة طلبه الملك فيصل رحمه الله ليكون إماما عنده في قصره واستمر إماما في القصر لمدة عامين تقريبا، وفي عام 1365ه تقريبا أشار الملك فيصل رحمه الله، بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد الحرام، واستمر كذلك حتى وفاته رحمه الله عام 1414ه. وبعد حياة حافلة بمزيد من بذل العلوم ونشر التعليم والدعوة والإرشاد وعموم الفائدة، التي كان يبثها للمسلمين من خلال خطبه ومواعظه ومؤلفاته ودروسه الإذاعية، حان لهذا القمر المضيء ونوره الساري أن يتوارى عن الأنظار، ويودع هذه الدنيا التي كان زاهدا فيها ويوسد الثرى، فاستجاب لنداء ربه ولحق بالرفيق الأعلى منتقلا إلى جوار ربه يوم الاثنين بتاريخ 28/2/1414ه وصلي عليه في المسجد الحرام عند باب الكعبة المشرفة وتحت أعتابها، في مكان طالما صلى بالناس إماما فيه، وها هو الآن محمول على الأعناق لا تكاد أطراف الأصابع تلحق بالنعش من شدة الزحام، حيث قد توافد كثيرون من طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم والوجهاء والأعيان يتقدمهم كوكبة من الأمراء، حيث صلى عليه رفيقه وزميله الشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام ثم خرجت الجنازة في حشد عظيم حتى وصلت مقابر العدل، وهناك صلى عليه مرة أخرى من لم يتمكن من حضور صلاة الجنازة في المسجد الحرام، ثم غيب ذلك الجسد الطاهر تحت أطباق الثرى، وعدد كبير من العلماء يسألون الله تعالى له الثبات والمغفرة. رحم الله شيخنا الجليل وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والشكر لأبنائه الكرام على ما قدموه للقراء من تذكير بالقدوة الصالحة. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا). وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم».. شعر نابض: من شعر أبي تمام وإن لم يذكر في ديوانه: من الناس ميت وهو حي بذكره وحي سليم وهو في الناس ميت فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة