أكد رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد الدكتور عبدالله بن بيه أنه لا مشكلة في اختلاف العلماء في مسألة «رؤية الهلال»، ذلك أن بعضهم ذهب إلى ما قاله المالكية في أنه إذا ثبتت في بلد تعم جميع الأقطار، وذهب آخرون إلى أنه لا يثبت الهلال في بعض الأقطار برؤية البعض الآخر، حيث بنوا على حديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم وبوب عليه النووي باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد يثبت حكمه لما بعد عنهم بإسناده عن كريب، أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية رضي الله عنه في الشام، قالت: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية رضي الله عنه، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين، أو نراه، فقلت: أولا تكتفي برؤية معاوية رضي الله عنه وصيامه؟، فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفئة ثالثة ذهبت إلى أن الحساب قطعي، وأنه يعتمد عليه حيث يثبتون الحساب على رؤية الهلال، وهو ما ذهب إليه المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء. وأكد ابن بيه أن «المسألة واسعة فيمكن للمسلمين أن يصوموا إذا شاءوا مع أي بلد آخر إذا ثبتت الرؤية فيه ثبوتا شرعيا، كما يمكنهم أن يتحروا الهلال في بلدتهم أو في مكان قريب من بلدهم، حيث قلنا إن تنائي الأقطار يمنع من اعتبار الرؤية في مكان آخر، مع الاستعانة بالفلك وبالمراصد أيضا، ففي هذا الزمان تطور هذا العلم تطورا كبيرا، بحيث كما يقول البعض: إن الإبرة إذا أرسلت في الجو يمكن الاهتداء إليها، فكيف بالقمر الذي يكون قد ولد أو خرج من الاقتران، وخرج من شعاع الشمس، أي: بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من خروجه من شعاع الشمس فإنه يرى، إذا كان خرج منه في وقت يمكن أن يرى في ذلك المكان».