شهدت سماء المملكة، أمس الأحد، ثلاث ظواهر فلكية في يوم واحد، تمثلت الظاهرة الأولى في احتجاب كوكب المشتري خلف القمر في منظر بديع رصد في مساحات واسعة في سماء المملكة، وتبع ذلك تعامد القمر والشمس على الكعبة المشرفة، وكانت جميعها مرصودة بالعين المجردة. ووفقا لرئيس جمعية الفلك في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، تم رصد الظواهر الفلكية الثلاث من خلال تلسكوبات إلكترونية متطورة، مبينا أن بداية ونهاية كل ظاهرة كانت وفق ما أظهرت الحسابات الفلكية لحركة الأجرام السماوية بدقة عالية جدا، حيث عبر جرم القمر، والذي كان وجهه مضاء بنسبة 15 في المائة، أمام كوكب المشتري الذي بدا واضحا على هيئة نجم لامع عند رصده بالعين المجردة، في حين أنه ظهر على هيئة قرص كامل باستخدام المراصد، ومن خلال بعض تقنيات التصوير الفلكي أمكن رصد تفاصيل سطح القمر إلى جانب قرص المشتري في نفس التوقيت. وأشار أبو زاهرة إلى أن هذه الظاهرة تساعد في تنقيح الحسابات الفلكية، حيث يعتبر الحدث من الظواهر النادرة لأن احتجاب المشتري لن يرصد مرة أخرى إلا في العام 2041. ونوه أبو زاهرة إلى أنه تبع ذلك ببضع ساعات وصول القمر إلى نقطة التعامد مع الكعبة المشرفة عند الساعة 9:15 صباحا، حيث كانت الفرصة مهيأة لرصد الظاهرة من خلال العين المجردة، على الرغم من أن نور الشمس أضاء كامل السماء، وهو التعامد السادس للقمر والرابع الذي يحدث والشمس فوق الأفق، نظرا لأن الزاوية التي تفصل بين الجرمين كبيرة، وإضافة إلى أن تم رصد بقعة شمسية ضخمة في الطرف الجنوبي الغربي من الشمس، وهي واحدة من البقع الشمسية هائلة الحجم التي يتم رصدها منذ عدة سنوات وهي في غاية النشاط، وأعقب ذلك التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة خلال العام الحال، حيث دخلت الشمس نقطة التعامد وتربعت في كبد السماء عند الساعة 12:26:45 ظهرا موعد أذان الظهر، حيث لاحظ المتواجدون في المسجد الحرام اختفاء ظل الكعبة وظلال جميع الأجسام في مكةالمكرمة وأصبح ظل الزوال صفرا، كما تمكن العديد من المقيمين في المناطق البعيدة عن مكةالمكرمة من تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة ودقيقة في نفس الوقت، حيث أن اتجاه الشمس يشير إلى اتجاه القبلة. أبو زاهرة خلص إلى القول إن هذا الحدث يعتبر واحدا من الأحداث الفلكية الأبرز خلال العام الحالي في سماء المملكة.