بعد انطلاقة العناصر النسوية إلى العمل في متاجر مستلزمات المرأة وقصر العمل فيها على النساء وفقا للضوابط المعروفة والمحددة.. دارت كثير من الاستفهامات والتساؤلات والمخاوف في أوساط البائعات وملاك المتاجر وحتى رائدات تلك المتاجر. «عكاظ» اخترقت حاجز الصمت لمعرفة الحقائق والتقت العاملات في بعض متاجر جدة ورصدت انطباعاتهن ومخاوفهن والشائعات التي تحيط بطبيعة وظائفهن. تقول وجدان المشرفة على معرض للإكسسوارات النسائية، لا نعاني من أية مشاكل فيما يتعلق بالأجور وطبيعة العمل وتوقيته إذ أن التنسيق مستمر لاستمرارية العمل دون توقف طبقا لظروف كل بائعة، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي المواصلات لأن هناك فتيات ونساء يعملن على فترتين، والتنقل صعب ومكلف في ذات الوقت. وتشير وجدان إلى أن غالبية النساء مؤيدات لعملنا، لكن أغلب الرجال حتى الآن لم يتقبلوا الفكرة. وعما تواجههن من مضايقات وخلافها قالت: إن البائعات يتعرضن أحيانا إلى بعض التجاوزات لكن الرد يأتي حازما وصارما من البائعات أنفسهن. وتتفق معها زميلتها إسراء الحاصلة على البكالوريوس وقالت إنها سعيدة للغاية بوظيفتها والرواتب مجزية ومشجعة والجو العام مريح، وأنصح كل الفتيات بضرورة العمل في هذا الحقل واكتساب الخبرة المناسبة والتعود على طبيعة العمل. لا تأمين طبياً في متجر آخر انتقدت البائعة دينا ما وصفته ببعض المضايقات وأردفت: الأمر طبيعي لكننا نواجه بتقديم شكوى عاجلة، وحاليا مثل هذه الظواهر اختفت وتلاشت، الأمر يتطلب رقابة دائمة للمارة الذين يستغلون غياب المشرف. وعن نظام الدوام قالت دينا: إنه يمتد لفترة واحدة فقط من العاشرة صباحا حتى الخامسة عصرا، والثانية تبدأ من الخامسة وحتى قبل منتصف الليل بساعة واحدة، لكنها تعود وتنتقد قائلة: أعمل في المتجر النسوي لأكثر من نصف عام ولم أحصل على تأمين طبي من الشركة، كما أنها لا توفر بدل سكن. وتستطرد دينا قائلة: إن العاملات في المتاجر يتعرضن أيضا لتعنيف وقسوة من بعض المتسوقات، لكن غالبية النساء ودودات في التعامل ويحرصن على تشجيعهن ما يخفف عليهن العبء والغضب. وتطالب دينا منحها وزميلاتها فرصة قبل إطلاق الأحكام الظالمة. علاج المهام الشاقة مدير معرض للمستلزمات النسائية قال: إن المجتمع لم يتقبل في بادئ الأمر عمل المرأة في هذا الحقل الهام ومع مرور الوقت تحسن الحال، كما أن الفتيات أنفسهن كن متوجسات وقلقات خشية التعرض للمضايقات من بعض المرضى والمنحرفين، لكن الجميع تأقلم مع النقلة الجديدة. وعن المهام التي يؤديها قال مدير المعرض: إن وظيفته تتلخص في مساعدة الفتيات في بعض المهام التي لا يؤديها إلا الرجال، كما أنه مكلف بحمايتهن من المضايقات والإزعاج. مشيرا إلى أن الإدارة تتعامل مع كل الحالات بالحكمة والهدوء، الأمر الذي حقق نتائج طيبة، حيث حققت الفتيات مبيعات طيبة، حتى أن الشركات بدأت تتهافت عليهن، ووصلت عروض مغرية لبعضهن. وحول بيئة العمل والضوابط التي تضمن جوا خاليا من الضيق قال: إن وزارة العمل تطبق شروطا صارمة ومحددة يتم تنفيذها بحذافيرها وهناك عقوبات تطال الشركات المخالفة. وفي معرض آخر قالت (ن.أ) إحدى الموظفات: في بداية الأمر استقبل بعض الرجال مثل هذه المهام بالدهشة والاستغراب لكن الأفكار الخاطئة تغيرت الآن، وبدأ المجتمع يستوعب الفكرة بصورة مقبولة، وأكدت نجاحها الكبير في وظيفتها وتلقيها عروضا مغرية من شركات أخرى، وهذا دليل نجاحها كما تقول. التزام بالحجاب الشرعي «عكاظ» نشرت الاثنين الماضي أن وزارة العمل وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسمتا مسألة الرقابة والتفتيش على المحلات النسائية بقصرها على مراقبي وزارة العمل، وأن تكون مهمة الهيئة رصد الملاحظات وتلقي الشكاوى ورفعها للجنة المركزية وللحاكم الإداري ولمسؤولي مكاتب العمل في المنطقة، وأهاب القرار بضرورة التزام العاملة في محال البيع بالاحتشام وبضوابط الحجاب الشرعي.