تولي المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا لقضية التربية والتعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة وتعتبره مشروع المستقبل بالنسبة إليها، وفي عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى شهد التعليم الجامعي طفرة بل قفزة عملاقة، فقد أنشئت عشرات الجامعات الجديدة وانتشرت في ربوع مملكتنا الحبيبة وزودت بالكليات والمعاهد والمختبرات والأساتذة وتسابق الطلاب إليها من كل مكان، ولا شك أن هذه الجامعات ستحدث نقلة نوعية كبيرة في المستوى المعرفي والثقافي والتكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي في المجتمعات المحلية التي أنشئت فيها. وتعد البنية التحتية في الجامعات السعودية من أفضل وأحدث وأرقى البنى التحتية في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة العربية بأسرها؛ فقد بنيت وفق أحدث المعايير والمواصفات العالمية. ويأتي في هذا الإطار مبنى المدينة الجامعية وكلية المجتمع التابعة لجامعة شقراء التي تم الانتهاء من بنايتها في بداية هذا العام الجامعي؛ إذ يعد هذا المبني مفخرة حقيقية لجامعة شقراء، فعدا عن كونها مظهرا حضاريا مميزا لمحافظة شقراء فهي كذلك دليل حي على شدة اهتمام حكومتنا الرشيدة بالتعليم الجامعي. إن هذا الصرح العلمي الشامخ بما رصد له من ميزانية مالية ضخمة وما هيئ له من إمكانيات كبيرة ليدل دلالة عميقة على حرص قيادتنا الحكيمة على نشر التعليم الجامعي وتوفيره لكافة أبناء وطننا الغالي في كل المناطق والمحافظات، وذلك انطلاقا مما أكدته التجربة العملية من أهمية وضرورة إنشاء مثل هذه الجامعات ونشرها لدعم منظومة التعليم العالي السعودي على أسس علمية حديثة.. ويطيب لي بهذا الخصوص أن أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله تعالى وإخوانه الكرام الميامين وحكومته الرشيدة أسمى آيات الشكر والتقدير على ما يبذلونه من جهود جبارة مواصلين الليل بالنهار صونا ونصرا لديننا العظيم، وخدمة لهذا الوطن الغالي، داعيا الله تعالى أن يستفيد جميع أبنائنا الطلاب خير استفادة من هذه الجامعات الجديدة، ويستغلوا إمكانياتها التكنولوجية والأكاديمية الكبيرة في التحصيل العلمي النافع؛ والله أسأل أن يديم التوفيق والسداد لولاة أمرنا حفظهم الله تعالى، وأن يعين أساتذتنا معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه الدكتور أحمد السيف ومعالي أستاذي الأستاذ الدكتور سعيد بن تركي الملة مدير جامعة شقراء على أداء رسالتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. د. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي