لازال البعض يتحفظ حيال مشاركة قلم المرأة لنظرائها من الأقلام الرجالية في مناقشة الأمور الجدلية داخل المجتمع، ويرى في ذلك الطرح النقصان وعدم الأهلية للغوص في العمق والخروج برؤى منطقية يمكن الأخذ بها كحلول.. ويرى أنه لابد من حصر فكرها في نقاش تلك المشكلات التي تشكل طرفا أساسيا فيها كمشكلات الطلاق والتعدد والخادمة والسائق وغيره من القضايا التي اعتادت أقلام الكتاب الزهد في طرحها لأن هناك من وجهة نظر بعضهم ما هو أجدر بشحذ العقول لأجله. وإن اختلفنا حول سطحية تلك القضايا أو تعقيدها إلا أن الفكر الاجتماعي لا يتجزأ بين عقول الذكور والإناث بل هو نتاج منظومة متكاملة لحياة تشارك فيها أكثر من جنس ولون وحتى عمر وإن برز طرف دون غيره فربما في قضية الرصد والتدوين لبعض الظواهر وليس كمفكر عاش داخل المجتمع واستطاع أن يستخلص من صراعات أفراده وأساليبهم في العيش نظريات لها حضورها على خارطة الفكر الإنساني. البعض يدلل على صحة الفكرة في حجب المرأة عن المشاركة في أغلب البرامج الحوارية التلفزيونية التي عادة ما تناقش قضايا الساعة من ثورات وحروب وخلافات دولية وغيرها من أمور يتماهى الضيوف في تحليل حيثياتها وما يظنون أنها قد تفضي إليها، وان كان ما يقال يظهر المتابعة الدقيقة لمجريات الأمور لكنه يبقى رأي شخصي قد يصيب أو يخطئ بعيدا عن جنس قائله. وإن كانت ملاحظة البعض دقيقة في اختفاء رأي المرأة عن ما يحدث في عالمنا العربي إلا من بعض الأطروحات القليلة من خلال الصحف دون أن يكون جهوريا وينم عن متابعة دقيقة لمجريات الأحداث إلا أن الأسباب تعود إلى عدم إعطاء الفرصة للمرأة للظهور والمشاركة في تلك البرامج وليس ذلك تغييبا منها عما يدور في العالم والالتفات لتلك القضايا الهامشية التي يظن البعض خطأ أنها الوحيدة في دائرة اهتمامها.. بعض الأقلام النسائية ربما استسلمت لذلك التصنيف لتحصر قلمها حول المرأة ومشكلاتها وكأنها عضو يعيش نافرا عن بقية الجسد الاجتماعي بسب القمع الجائر لآرائها فتغالي في طرح ما يعنيه من هضم للحقوق وقسوة في التعامل وغيره من المشكلات، وان كانت تلك الأمور موجودة لكن لا نسلم الأقلام والعقول لذلك التصنيف ونعزل فكرنا عن معايشة ما يجري حولنا وحتى يكون للصوت والقلم النسائي حضوره لا بد أن يقتحم تلك المتاريس التي يراهن الكثير على قدرته على تخطيها ليناقش القضايا الهامة في محيطنا العربي ومجملها سياسي واقتصادي ومجتمعات تحاول أن تعيد تشكيل نفسها، وفي طرح رؤاها الفكرية للمستقبل ينبغي الابتعاد عن نبرة التشاؤم والتباكي التي تكرس لنظرة الضعف وعدم الأهمية لفكر المرأة وعقلها.