تعتبر العلاقات العامة الوظيفة الإدارية المعنية ببناء وتشكيل الصورة الذهنية الإيجابية للمؤسسات وإدارة وتعزيز السمعة الطيبة عنها لدى الرأي العام، وبالتالي فإن استثمار مؤسسات الأعمال في تكوين أجهزة علاقات عامة قوية تعنى بتخطيط وتنفيذ أنشطة اتصالية مؤسسية استراتيجية هادفة ومتنوعة هو في حقيقة الأمر استثمار مستمر وطويل المدى، ليس فقط في تحسين السمعة وترسيخ الصورة فحسب بل وفي تمهيد الطريق لخلق قبول ورضى أصحاب العلاقة بمنتجات المؤسسة وأفكارها وسياساتها ومبادراتها وبالتالي ترجيح كفتها في مواجهة المنافسين. وفي مجتمع الأعمال السعودي تلاحظ محدودية القيادات الإدارية التي تدرك المفهوم الصحيح للعلاقات العامة وتدعمه بالموارد المالية والبشرية اللازمة حيث لا تزال نسبة ملحوظة من الأجهزة التنفيذية في عدد من أبرز الكيانات المالية والاقتصادية والتجارية في المملكة تختزل دور العلاقات العامة وأنشطة الاتصال في نشر الأخبار والتقارير عن أنشطتها وخدماتها عبر منافذ الإعلام المختلفة وفقا لحاجة تلك الكيانات، فضلا عن تنفيذ بعض المراسم البروتوكولية واللوجستية كالضيافة والاستقبال وترتيبات الإقامة والتي وإن كانت مهمة ومطلوبة أحيانا إلا أنها لا تندرج ضمن أولويات وظائف الاتصال. وقد ارتبطت فاعلية العلاقات العامة في عدد من مؤسسات الأعمال بمدى تفهم وقناعة الإدارات العليا بدورها الفعال في خلق تواصل إيجابي متبادل يستهدف خلق تفاهم يحقق المصلحة المشتركة لكل من المؤسسة والبيئة المحيطة بها والتي تعمل في نطاقها، وتعزيز الثقة المتبادلة مع مختلف شرائح جمهورها سواء الخارجي كأفراد المجتمع والأجهزة الرسمية والتنظيمية وقادة وموجهي الرأي العام، أو جمهورها الداخلي كالموظفين وأعضاء الإدارات العليا ومسؤولي الأجهزة التنفيذية. وحتى تتمكن العلاقات العامة من تحقيق وظيفتها الرئيسية في تكوين الصورة وتحسين السمعة ينبغي أن تنطلق في عملها وفق رؤية واضحة، ومهمة محددة، وأهداف موضوعية قابلة للتحقيق على أن يتم ذلك في إطار تصور استراتيجي ووفق الإمكانات والموارد المتاحة. كما يتعين عليها أن تضع قائمة بأولوياتها الاستراتيجية التي تعكس وتتناغم مع أولويات المؤسسة وأهدافها المتوسطة والبعيدة المدى. * كاتب اقتصادي ونائب رئيس لجنة الاتصال والعلاقات العامة بالغرفة التجارية الصناعية في جدة.