اتحدت مصالح فرس إيران ومصالح الرئيس بشار الأسد من منطلق طائفي وعرقي، وتبعا لذلك اتحدت رؤاهم واستراتيجياتهم ضد العرب، خاصة أهل السنة، فتحالف الطرفان ضد الشعب السوري وثورته، وتوحد شبيحة بشار وجيشه وأمنه مع مليشيات إيران (الباسيج وفيلق القدس ...) لإحباط انتفاضة السوريين السلمية، التي لولا الظلم والطغيان الذي مارسه الرئيس حافظ الأسد وابنه بشار لعقود على السوريين لما قامت ثورتهم. في البداية واجه بشار الانتفاضة بالقمع مقلدا الأسلوب الإيراني في التعامل مع التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح. لكنه تفوق في شن حملات التطهير العرقية والطائفية، وإقامة المجازر، وضرب الأرياف والقرى والمدن بالأسلحة الثقيلة: الدبابات والمدافع والطائرات، مما جعل الآلاف من السوريين الناجين يفرون للدول المجاورة خوفا من الموت. فبدلا من حمايتهم فتك بشار ونظامه بهم وشردهم. فأصبحت جرائم بشار ضد السوريين الأبرياء، بكل المقاييس، جرائم ضد الإنسانية، وترقى لإحالتها للمحكمة الجنائية الدولية. فماذا بعد إقامة المجازر تلو المجازر ضد السوريين الأبري، ولازالت مستمرة؟. يبدو أن بشار أخذ المشورة والأسلوب الروسي في مساواة المدن السورية بالأرض كما فعلت روسيا في مدينة غروزني عاصمة الشيشان. وروسيا، لها مصالح خاصة بها في سوريا: عسكرية واقتصادية وسياسية...، كذلك من مصلحة روسيا الوقوف بجانب بشار ونظامه لخوفها، كما قال وزير خارجيته، سيرغي لافروف، من وصول الإسلاميين إلى حكم سوريا. ولتزييف الحقائق والتشويش على ما يجري في سوريا، صدرت تصريحات إعلامية سورية شملت الاتهامات بأن من وراء أعمال العنف إرهابيون، ومرات أخرى من وراءها متطرفون إسلاميون، أو عملاء لدول أجنبية...، كما اتهمت القاعدة بأعمال العنف الجارية في سوريا، مع العلم أن بشار ونظامه هم الذين سمحوا سابقا للقاعدة بعبور الحدود السورية للعراق. وما قام به جيش بشار وأمنه وشبيحته ومرتزقة حزب الله وإيران من أعمال عنف ضد السوريين الأبرياء يزيد على ما يمكن تصوره من أعمال قامت بها القاعدة في أي مكان. وأخيرا، صدرت تصريحات النظام الأسدي وإيران وحزب الله على السواء بأن الصراع السوري طائفي وذلك لصرف نظر الرأي العام العربي والدولي عن انتفاضة السوريين السلمية. وإصرار بشار وأعوانه على العامل الطائفي يراد به من جانب آخر تخويف الأقليات السورية كي تنضم لمعسكره بدلا من أن تتعاطف مع المتظاهرين. هذا مع أن البعد الطائفي، إلى جانب مصالح أخرى، دفع إيران وبقوة للوقوف بجانب بشار والتحالف معه بسبب طائفته وبسبب الرغبة من جانبها في استثمار هذه العلاقة الطائفية لتحقيق مطامعها السياسية والقومية. ومن ذلك التعمق في لبنان وغزة ومصر إلى جانب الرغبة في الإطلال على البحر الأبيض المتوسط. ومهما تلقى بشار من دعم إيراني وروسي وغيره فلا يمكن إيقاف الثوار السوريين دون نيل حقوقهم، ولا يمكن لبطشه بهم أن يستمر، ولا أن يكتب لنظامه البقاء، وكما يروى أن الإمام علي بن أبي طالب رضي عنه قال: «إن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم» ، ولا بد من نهاية للحلف غير المقدس لبشار والإيرانيين الفرس.. والله أعلم.