دعت المملكة إلى تبني موقفا حازما وواضحا يلزم النظام السوري بالتخلي عن الخيار الأمني، وقبول النهج السياسي لحل الأزمة السورية، وفقا لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وقال رئيس وفد المملكة الأمير عبدالعزيز بن عبد الله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، أمام مؤتمر أصدقاء سورية الثالث الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أمس لا أريد أن أشير في هذه المداخلة إلى تعقيدات الشأن السوري التي تدركونها جميعا، وكنا في كل مرة نلتقي فيها حول هذا الموضوع نعبر فرادى ومجتمعين عن شعورنا العارم بالألم والأسى، لما نشاهده على شاشة التلفاز وبشكل يومي من أبشع صور القتل والتنكيل والإبادة يرتكبها نظام طاغ ضد شعبه الأعزل. وأضاف: « إذا أريد لهذا الاجتماع أن يخرج بنتيجة أو جدوى تعزز ثقة الشعب السوري تجاه أصدقاء سورية، فليس أقل من أن تدرك ثلاثة أمور ونوصي بثلاثة أخرى، الأول: إن النظام السوري بات تتوفر لديه القناعة أن اجتماعاتنا بدلا من أن تكون مصدر قلق لديه أصبحت تشكل فرصة تتيح له مزيدا من الوقت للمضي في حربه ضد شعبه. والأمر الثاني: إن ما هو مطروح من مبادرات، أو أفكار سواء من خلال المبادرة العربية أو خطة المبعوث العربي الدولي المشترك السيد كوفي عنان، أو ما رشح عن اجتماع لجنة الاتصال في جنيف وغير ذلك من أفكار وطروحات قد يقبل نظام الأسد شيئا منها أو يقبلها جميعا ولكنه لن يمتثل في كل الأحوال إلى أي عملية تفضي إلى حل سياسي طالما أن لديه قناعة بحسم الموقف أمنيا، في ظل واقع يضمن له الدعم الدبلوماسي والسياسي وبالسلاح من قبل دولة عظمى. الأمر الثالث: الذي يجب أن نعيه في اجتماعنا أن الوضع في سورية قد دخل مرحلة جديدة توحي بقرب انهيار النظام برمته نتيجة تزايد أعداد المنشقين عنه، وتناقص حماس المؤيدين له الذين باتوا أكثر ميلا ومرونة لتلمس وسائل تخرجهم من مأزق تأييدهم لهذا النظام الذي يتهاوى. وأكد سموه أن المملكة ترى أن الوقت قد حان كي نثبت للرأي العام العالمي وللشعب السوري على نحو خاص أن أصدقاءهم في باريس قد خرجوا هذه المرة بما يمكن أن يحدث اختراقا مهما في أسلوب تعاطينا مع الأزمة السورية، داعيا إلى تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام بالتخلي عن الخيار الأمني، وقبول النهج السياسي لحل الأزمة وفقا لما نصت عليه البنود الستة لخطة السيد كوفي عنان. وإثبات جديتنا وحزمنا في معالجة الموضوع السوري عن طريق الدعوة لإحالة هذا الأمر مجددا إلى مجلس الأمن في مسعى لإصدار قرار يلزم النظام السوري بالامتثال لخطة عنان استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. إضافة إلى بذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتقوم بدورها المأمول في سياق عملية نقل السلطة، والتهيئة لعهد جديد في سورية تتحقق معه طموحات وآمال الشعب السوري. هذا ودعا مؤتمر أصدقاء سورية في بيانه الختامي مجلس الأمن الدولي الى أن يصدر بشكل عاجل قرارا ملزما تحت الفصل السابع، مشددا على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتكثيف المساعدة للمعارضة السورية. وجاء في البيان الذي صادقت عليه قرابة مائة دولة غربية وعربية أن المؤتمر يطالب مجلس الأمن الدولي بأن يفرض اجراءات تضمن احترام ذلك القرار. وأوضح البيان ان المشاركين قرروا تكثيف المساعدة للمعارضة التي دعوها الى الاستمرار في التركيز على أهدافها المشتركة. وتعهدوا بدعم جهود الشعب السوري والأسرة الدولية لجمع الأدلة التي ستسمح في الوقت المناسب بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الانسان على نطاق واسع، خصوصا الانتهاكات التي ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية . وبحسب البيان الختامي فإن المغرب ستستضيف الاجتماع المقبل لأصدقاء سورية فيما أبدت ايطاليا استعدادها لاستضافة الاجتماع الذي سيليه.