جددت المملكة أمس دعوتها إلى مؤتمر أصدقاء سوريا الذي ينعقد في باريس إلى تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام السوري بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الازمة السورية ، وفقاً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة كوفي عنان والموقف الحاسم لمعالجة الأزمة السورية يمثل الدعوة الدائمة والمتكررة التي تطلقها المملكة في كل محفل سواء للمجتمع الدولي أو لأصدقاء سوريا أو من خلال أي منبر يتناول الأزمة السورية ويتطرق اليها. ولو وجدت دعوات ومناشدات المملكة صداها لما وصلت الأزمة إلى هذا المستوى الذي أصبح فيه مشهد القتلى في ازدياد يومي والمصابون لا حصر لهم والحدود تشهد موجات من نزوح اللاجئين لكن التصدع المتصاعد في القوة العسكرية للنظام السوري مؤشر على أن الجيش بدأ يحس باقتراب زوال النظام ولذلك بدأت حركة الانشقاقات تتسع وقد تعجل بسقوط الأسد ونظامه. ولكن هذا يحتاج إلى وقفة دولية ضاغطة وهذا ما دعت إليه المملكة في كلمتها بالأمس باحالة الأمر مجدداً إلى مجلس الأمن في مسعى لاصدار قرار يلزم النظام السوري بالامتثال لخطة عنان استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة وبذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتقوم بدورها المأمول. نأمل أن يكون في مؤتمر أصدقاء سوريا في فرنسا رسالة مهمة للنظام السوري ليتعامل بجدية مع آمال وطموحات شعبه.