تحت شعار «فوائد قوم عند قوم فوائد».. فتح مشروع قطار الحرمين بابا جديدا للاستثمار والتجارة والتربح الحلال لمواطنين لم يعرفوا من قبل أسرار التجارة وفوائدها، وأسهل الصدف التي تؤدي إلى الثراء. ومع إزالة 600 عقار لتنفيذ القطار السريع الذي يربط بين العاصمتين المقدستين وجدة، تحول عدد من الشباب السعودي لنشاط مثمر يبدأ بشراء أنقاض والبنى التحتية للعقارات المنزوعة والمهدمة لإعادة بيعها بكافة محتوياتها.. أجهزة كهربائية، أثاث، أسلاك وكيابل، وكل ما يمكن بيعه بالحلال من تلك البيوت التي يعود تاريخ بعضها إلى عشرات السنين. امتعاض في البداية يحرص المستثمرون الجدد على تفكيك كل محتويات العقارات وبيعها بالمزاد العلني أو فتح المجال لمن يمر لشراء ما يحتاجه، وبرغم امتعاض سكان المنازل المجاورة من كمية الأنقاض التي تملأ الشوارع إلا أنهم يفضلون الصمت عندما يرون شابا سعوديا يشرف على عملية البيع والشراء تشجيعا له، مع مطالبتهم بتعجيل التخلص من الكميات الكبيرة من الأنقاض والمتروكات المهملة. وفي الوقت الذي طال فيه المشروع عددا من البنايات بالقرب من جسر بريمان، وشملت قاعة ضخمة للأفراح والمناسبات، ومحطات الوقود، وعشرات العمائر والفلل، توجه عدد من الشباب لشراء الأنقاض بعد أن أخلى الملاك مواقعهم، حيث تتراوح قيمة المبنى الواحد ما بين ال 100 ألف ريال إلى 300 ألف ريال حسب طوابقها وتصميمها، ويختلف السعر تبعا للحال من بناية إلى أخرى. شائعات الأفراح ومع انتشار شائعات بأن قاعة للأفراح والمناسبات تم شراء أنقاضها بمبلغ يلامس المليوني ريال إلا أن بكر كعكي الشاب السعودي الذي اشترى ركام وأنقاض قاعة الفرح ينفي ذلك جملة وتفصيلا، ويؤكد ل «عكاظ» أن مبلغ الصفقة أقل بكثير من الرقم الذي تداولته شائعات جدة. بكر الذي لم يتجاوز الثلاثين عاما والذي انطلق في مشروع شراء أنقاض العقارات المنزوعة منذ سنوات لم يتردد لحظة في البحث عن المواقع المناسبة وشراءها برفقة شقيقه وشريكه التجاري «عماد». ورفض الشاب السعودي النابه التصوير لأسباب قدرها لكنه أقر بأن بعض أنقاض العقارات يمكن أن تدر لمن يشتريها نسبة ربح تصل إلى 100 في المائة، وأحيانا تقل النسبة إلى 10 في المائة، وترتبط الصفقات التجارية من هذا النوع بالذكاء في التسويق طبقا لتعبيره. ضربة البداية كيف ولج بكر هذا الضرب من فنون التجارة.. يجيب : عندما أعلن عن مشروع جبل عمر في مكة لاحظت أن عددا كبيرا من الوافدين يتنافسون على شراء الأنقاض، ويزايدون في أسعارها بنسبة كبيرة للغاية، فحاولت الاقتراب منهم أكثر حتى تأكدت بنفسي من أرباح ومكاسب وفوائد الأنقاض، وهي أرباح يسيل لها اللعاب.. ومن ذلك الوقت توغلت في النشاط ولله الحمد.. الأرباح وفيرة والخير عميم. يمضي بكر في شرح تفاصيل استثماراته غير المسبوقة ويقول : بعد تحديد الموعد النهائي للإخلاء نتجه عادة إلى المالك، ويتم الاتفاق على شراء كافة المحتويات باستثناء حديد قواعد المباني والذي عادة ما تكون من نصيب المسؤول عن هدم المباني وإزالتها. أسعار منافسة حامد الحربي عمل سنوات طويلة في الاتجار بالأنقاض وقال : إنه وزملاءه يحرصون على تفكيك كل ما يقع تحت أيديهم برفقة واستشارة عمالة متخصصة في ذلك. ويواصل: حتى الرخام المبني على الواجهات من سنوات عدة نقوم بتفكيكه بعناية ونعيد بيعه بأسعار مناسبة وفي متناول الجميع وبأقل من سعر الجديد بحوالي 60 في المائة. ويشير الحربي إلى أن أغلب الزبائن يهتمون بكيابل الكهرباء وبالأبواب الحديدية. مشيرا إلى أن السبب يعود إلى عدم تأثرها بعامل الزمن. وعن انزعاج بعض السكان قال: صدقني أغلبهم شجعنا على العمل عندما علم بأننا سعوديون ونحن نشكرهم على صبرهم.