أصبح تباين أسعار السلع الاستهلاكية سمة للسوق المحلية، ومشكلة يومية تواجه المستهلكين. وأكثر تباينات الأسعار تجليا تظهر في الفروقات السعرية بين السلع المستوردة خاصة من أوروبا وأمريكا، مقارنة بما يصنع منها في السوق المحلية، وتحت إشراف الشركة المصنعة. فلماذا تختلف أسعار السلع بحسب استيرادها أو إنتاجها محليا، طالما أن اشتراطات الجودة المطبقة على الاستيراد والتصنيع واحدة. «عكاظ» تجولت على عدد من الأسواق، ووجدت أن معظم السلع المستوردة والمصنعة منها محليا، تنحصر في المنظفات والمستلزمات الشخصية، وبعض المعلبات الغذائية. يقول محمد محجوب، مدير أحد الأسواق التجارية، إن السلع المستوردة بشكل مباشر تجد قبولا لدى المستهلكين رغم ارتفاع سعرها، نظرا لجودتها، إذ إنها مصنعة بحسب مواصفات الأسواق الأوروبية والأمريكية، وتخضع لمعايير دقيقة من الجودة والتجربة أيضا، للحفاظ على الصحة وسلامة البيئة. ويشير علي الرفيدي إلى أن أسعار تلك المنتجات المستوردة مبالغ فيها كثيرا، خصوصا أن منها ما تتم صناعته في المملكة، ويباع بأسعار أقل من ذلك بكثير. مضيفا: أن تفاوت الأسعار لا ينحصر فقط بين ما هو مستورد أو مصنع محليا، بل ستجد أن السلعة المستوردة من أمريكا أو من أي من الدول الأوروبية يتفاوت سعرها من سوق لآخر. ويضيف محمد الشهري أن اختلاف السعر قد يكون تبعا لاختلاف البلد المنتج، فسعر القهوة المستوردة من بريطانيا يختلف عن سعر ذات القهوة المنتجة من بلد آخر، أو شركة أخرى، وهو ما ينطبق على باقي السلع المستوردة الأخرى. ويؤكد محمد بادويلان (مسؤول المشتريات في إحدى شركات المواد الغذائية) أن الأسعار يتم وضعها وفقا لمعايير دقيقة، بحيث لا يتجاوز هامش الربح من بيعها 10 في المئة من سعر التكلفة. وقال: لا يخفى على الجميع أن معظم أسعار السلع المصنعة محليا تعد في متناول جميع المستهلكين، نظرا للدعم الحكومي الكبير الذي تجده الصناعات المحلية، وهو ما لا يمكن مقارنته بأسعار السلع المستوردة من الدول الأوروبية وأمريكا التي تخضع منتجاتها للضرائب، والتي تضاف إلى سعر التكلفة، ومن ثم تباع بأسعار مرتفعة نسبيا في السوق المحلية. من جهتها، توجهت «عكاظ» بالسؤال لهيئة المواصفات والمقاييس عن اختلاف التقييس في الدول الأوروبية عما هو موجود في المملكة، فأوضح مصدر في الهيئة، أن المواصفات والمقاييس السعودية تراعي أعلى معايير الجودة لحماية المستهلك والمحافظة على السلامة والصحة العامة، وحماية البيئة، مشيرا إلى أن المواصفات السعودية لا تقل عن أية مواصفات مطبقة في الدول الأخرى بل تتفوق على كثير من المواصفات في تلك الدول، مضيفا أن متابعة الأسعار ليست من اختصاص هيئة المواصفات والمقاييس. في حين، أوضح مصدر مطلع في وزارة التجارة، أن معظم المنتجات المستوردة تتم متابعة أسعارها، التي تعتبر معقولة وفي متناول الجميع. مؤكدا أن متابعة الأسعار في جميع أسواق المملكة تتم بشكل يومي.