أورد هذا المثل الإعلامي داوود الشريان في برنامجه الشيق والمثير (الثامنة) في قناة (mbc وال اف ام) عبر التلفاز والإذاعة من السبت إلى الأربعاء أسبوعيا والذي يستضيف فيه عددا من المسؤولين لمناقشتهم حول أسباب القصور في الخدمات المقدمة للمواطنين وتلمس الحلول، ومواجهة الأخطاء بشجاعة وجرأة، وطرح هموم المجتمع وقضاياه، والبحث عن السوس لاستئصاله. كانت حلقة مساء الأربعاء 18/6/1433ه الموافق 9/5/2012م مخصصة لمفسري الأحلام ومعبري الرؤيا الذين كثر عددهم وانتشروا عبر المحطات الفضائية وأصبحت تجارتهم رابحة، وتمييز الصادق من الكاذب منهم، وعند اختلاف الضيوف وتداخل مناقشاتهم لبعضهم، قال داوود ذاكرا لهم المثل الشعبي السائد (حلم الضبعة) وسألهم عن معناه، فلم يجبه أحد منهم، ولهذا عدت لكتب الأمثال مبتدئا ب(معجم مجمع الأمثال) لأبي الفضل الميداني، وإذا هو يقول: (الحلم والمنى أخوان .. وهذا كما يقال إن المنى رأس أموال المفاليس). أما أستاذنا عبدالكريم الجهيمان فيورده مفصلا في كتابه الشهير: (الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية)، (حلم الضبعة.. الحلم هو الرؤيا في النوم .. ويقال إن الضبعة إذا استيقظت من النوم قالت لقد رأيت شيئا هائلا عظيما سوف يقع.. فإذا حصل شيء وكان خيرا قالت لقد أخبرتكم، وإن كان شرا قالت أيضا لقد أخبرتكم، لأنها في خبرها وتهويلها لم توضح نوع الشيء الذي سيقع. يضرب هذا مثلا لمن يتكلم بكلام ذي وجهين فيؤوله بحسب ما يحدث من خير أو شر). أما الأستاذ عبدالرحمن السويداء فيقول في (الأمثال الشعبية السائرة في منطقة حائل)، حلم الضبعة (الضبعة الضبع، ويقال إن الضبع قال: رأيت في المنام أن السماء في يوم الغد إما أن تكون غائمة أو صحوا، ويضرب المثل للشيء المؤكد بين خيارين). أما كتب الأمثال الأخرى في جنوب وغرب وشرق المملكة وكذا كتاب الشيخ محمد العبودي فلم تذكر هذا المثل ضمن ما ورد من أمثال. وكأن الشريان عندما ذكر هذا المثل يقول لهم: إنكم تتوقعون شيئا قابلا لعدة معان قد تصيب وقد تخطئ، والضحية هم المستفتون. [email protected]