بإعلان اللجنة العليا للانتخابات في مصر الدكتور محمد مرسي رئيسا ربما نستطيع القول إن واحدا من الملفات تم إغلاقه، لكن هناك ملفات أخرى في غاية الأهمية لا زالت مفتوحة، وربما تستجد ملفات غيرها، أي أن مصر بعد انتخاب رئيسها تكون قد بدأت المرحلة الأهم في تأريخ ما بعد الثورة التي تحتاج إلى تقديم مصالحها ومستقبلها على أي خلافات لم تعد تتحمل مزيدا منها.. الرئيس محمد مرسي مواطن مصري يتوفر على أعلى درجات التعليم وجاء من بيئة مدنية ووصل إلى ما وصل إليه بعد رحلة كفاح علمية، وخاض غمار السياسة من خلال انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه الآن رئيسا لمصر، مصر بكل أطيافها وتراكماتها ومتاعبها، وأيضا محوريتها عربيا وإقليميا. وحين قال في خطابه إنه سيكون رئيسا لكل المصريين فذلك ما نتمنى خاصة وأنه الرئيس المدني الأول في تأريخ مصر الحديث، وبالتالي كان عليه أن يخلع عباءة الأدبيات السياسية المتشددة للجماعة ويمارس دوره رئيسا لدولة كبرى في الألفية الجديدة. لينصرف كليا لبناء مصر بمشاركة كل المصريين دون استثناء، وتجنب الدخول في أزمات مع المؤسسة العسكرية التي لا زالت تسيطر على بعض الأمور، ولن تتخلى عنها بسهولة. أداء الرئيس الجديد هو الذي سيخلق الثقة بين الطرفين ويجعله قادرا على أخذ مزيد من الصلاحيات مع الوقت.. مصر نزفت كثيرا، وتعبت كثيرا، وليست بحاجة إلى مزيد من المشاكل. ليست بحاجة إلى مناورات بإنشاء علاقات عليها كثير من علامات الاستفهام، بقدر ما هي بحاجة ماسة إلى كسب ثقة كل الأشقاء المخلصين ودعمهم ومؤازرتهم.. الوقت الراهن لم يعد صالحا لكثير من نظريات جماعة الإخوان في إدارة المجتمع حتى لو كان المجتمع هو الذي انتخب مرشح حزبها السياسي. شعارات العدالة والحرية كانت جاذبة لأن الشعب كان يفتقدها، لكن تحويلها إلى برنامج عمل هو التحدي الكبير الذي يجب أن يضعه الدكتور مرسي نصب عينيه كل لحظة. عليه البحث عن كل الكوادر الوطنية المؤهلة المخلصة لمشاركته بناء مصر، بغض النظر إلى أي تيار تنتمي.. كان الله في عونه وعون مصر.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]