أكد الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي في أول تصريح صحافي ل«عكاظ» عقب فوزه بالرئاسة أمس، أن اختياره من قبل الشعب المصري للرئاسة، ماهو إلا انتصار للثورة المصرية واتنصار أيضا للهيئة القضائية التي أشرفت على الانتخابات وبذلت جهودا كبيرة للإعلان عن نتائج شفافة ونزيهة دون الانحياز لأي طرف في العملية السياسية. وأوضح مرسي في تصريحاته الخاصة ب«عكاظ»، أن نتائج الانتخابات عكست قرار وخيار الشعب المصري، مؤكدا أنه لا يؤمن بالانتقام ولا التصفية ولا الإقصاء ومع المصالحة وتعزيز الأمن وإرساء الاستقرار في مصر، متعهدا ببناء مصر مع كل المصريين ولكل المصريين. وأعلن أنه يمد يده لجميع التيارات السياسية والطوائف بما في ذلك الأقباط من أجل بناء مصر ونهضتها وبما يليق بمكانتها العربية والعالمية، مؤكد أنه كان واثقا من العدالة والشفافية التي جرت فيها المسيرة الانتخابية ولم يكن يساوره شك في الفوز في الانتخابات. وأوضح الرئيس المصري الجديد، أن أول خطوة سيقدم عليها هي تشكيل حكومة ائتلافية تمثل كل التيارات، وسيعمل على إجراء مصالحة مجتمعية شاملة، بيد أنه قال إن المصالحة لن تشمل رموز النظام السابق التمورطين في إفساد الحياة السياسية، لافتا إلى أن دولة القانون ستطبق على الجميع دون استثناء. وأبدى مرسي احترامه وتقديره للناخب المصري الذي أعطى صوته له متعهدا بتنفيذ كل الوعود التي طرحها في برنامجه الانتخابي. وأعلن مرسي أنه سيكون «رئيسا لكل المصريين» بلا تمييز، مشيدا بتضحيات الشهداء وبدور الجيش والقضاء في الثورة والانتقال الديموقراطي في البلاد. وقال مرسي في أول كلمة يوجهها عبر التلفزيون للشعب بعد إعلان فوزه بعد ظهر أمس في الانتخابات الرئاسية «إنني اليوم رئيس لكل المصريين دون أدنى تمييز» مشيدا ب «الدماء الزكية لشهدائنا» التي أتاحت هذه «اللحظة التاريخية» وكذلك بدور المؤسسة العسكرية والجيش في حماية الثورة والانتقال الديموقراطي. وأكد مرسي أن «الثورة مستمرة حتى تتحقق كل أهدافها». مشيرا إلى أن مصر الوطن ومصر الشعب في حاجة الآن الى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يجني هذا الشعب العظيم ثمار تضحياته المتمثلة في «الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وهي الشعارات الأساسية للثورة والتي لا تزال حناجر المصريين تعلنها قوية في كل منابر الثورة، الثورة مستمرة حتى تتحقق كل أهدافها». كما وجه الدكتور محمد مرسي، التحية لجميع قضاة مصر الذين أشرفوا على الانتخابات الرئاسية وقضاة مصر جميعاً، وقال: «مسؤوليتي أن أجعل القضاء مستقلاً ومنفصلًا عن جميع سلطات الدولة». كما تعهد مرسي الحفاظ على «الاتفاقيات المصرية مع (دول) العالم». وقال «سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية، لقد جئنا برسالة سلام الى العالم» مضيفا «سنحافظ على الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع (دول) العالم». وكانت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر حسمت السباق الرئاسي بإعلانها فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، بعد تفوقه على منافسه الفريق أحمد شفيق وحصوله على أعلى الأصوات بجولة الإعادة، التي جرت يومي 16 و17 يونيو الجاري. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بعد عصر أمس بحضور جميع أعضائها في مقر الهيئة العامة للاستعلامات لإعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة، بعد فحص الطعون التي قدمها المرشحان على نتائج اللجان العامة والفرعية بجولة الإعادة. وبدأ المؤتمر بعزف السلام الوطني. وحصل شفيق على 12 مليونا و347 ألفا، و380 صوتا، بنسبة 48 في المئة، فيما حصل مرسي على 13 مليونا و230 ألفا و131 صوتا، بنسبة 52 في المئة. كما أعلن المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، أن عدد البطاقات المسودة التي تم ضبطها بلغت نحو 2154 بطاقة، نافيا وصول أي من تلك البطاقات إلى الصناديق، عدا حالة واحدة تم استبدال الصندوق الذي وضعت فيه. وأشار سلطان إلى اكتشاف اللجنة نحو 3 لجان لم يتم التصويت فيها في محافظة قنا، وهما لجان 10 بمركز أبو تشت ولجان 12 و14 بمركز دشنا، ولجنة 16 لم يصوت فيها إلا ناخب واحد، لافتا إلى أنه بعد الفحص وسط الحديث عن منع المسيحيين من التصويت في الصعيد، لم يثبت صحة ما تردد من شائعات. وأوضح سلطان أنه بعد فحص النتائج اتضح منها أن هذه اللجان مخصصة للسيدات، أغلبها من المسلمات، وأنهن لم يصوتن في الجولة الأولى، وكذلك في انتخابات الشعب والشورى، مشددا على أن القضاة المشرفين أكدوا للجنة الرئاسية أن هذا هو سلوك السيدات فى هذه المنطقة. وجاءت النتيجة على النحو التالي: - إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية: 50 مليونا و958 ألفا و794 ناخبا. - إجمالي عدد الناخبين الذين حضروا وأدلوا بأصواتهم: 26 مليونا و420 ألفا و763 ناخبا. - نسبة الحضور: 51.85 في المئة - إجمالي عدد الصحيح من الأصوات: 25 مليونا و577 ألفا و511 صوتا. - إجمالي عدد الأصوات الباطلة: 843252 - ما حصل عليه كل مرشح: أحمد شفيق زكي: 12 مليونا و347 ألفا و380 ناخبا بنسبة 48.27 في المئة. الدكتور محمد مرسي: 13 مليونا و230 ألفا و131 صوتا بنسبة 51.73 في المئة.