كشف مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عن مشاورات مكثفة تجري على الساحة الدولية للإعداد لمؤتمر وزاري حول سورية، بجنيف السبت المقبل الثلاثين من شهر يونيو (حزيران) الحالي، لافتا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سورية الجنرال روبرت مود أمس في جنيف إلى أنه أجرى في الفترة الأخيرة مباحثات متعددة للدعوة للمؤتمر الوزاري لممارسة الضغط على دمشق ووقف أعمال العنف وقتل المدنيين. ودعا عنان إلى مشاركة إيران في هذا المؤتمر قائلا إنها يجب أن تكون جزءا من الحل. وتابع «آن الآوان للتحرك الآن وزيادة الضغط على الأطراف السورية». وشدد على أن الأممالمتحدة لم تهمل واجباتها، لكن الظروف شديدة التعقيد التي تواجه المراقبين على الأرض هي التي أدت إلى تعطيل خطته ذات النقاط الست التي مرت عليها ثلاثة أشهر ولم تنفذ حتى الآن. غير أنه أضاف قائلا «يجب التقدم على طريق الحل في ظل انعدام البدائل الأخرى». وأشار إلى أن فريق المراقبين في حاجة إلى موارد مالية لمواجهة المعوقات المتزايدة. كما أن مليون ونصف المليون شخص في سورية في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. من جهته، طالب الجنرال روبرت مود بزيادة عدد المراقبين وتسليحهم حتى يقوموا بمهمتهم التي لم تنته بعد. وأعرب عن قلقه من وجود مدنيين عالقين في مرمى النيران في مدينة حمص، داعيا للتمييز بين المدنيين والعسكريين. وحمل الحكومة السورية مسؤولية حماية المدنيين من أعمال العنف. وأعلنت واشنطن أن المشاورات بهدف عقد اجتماع حاسم في جنيف الأسبوع المقبل حول مستقبل سورية لا تزال مستمرة، آملة في تفادي خطر إجراء مشاورات من دون نتيجة ملموسة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند نواصل العمل مع الطاقم المعني بوضع معايير هذا الاجتماع، لافتة إلى أن المشاورات حول معايير الانتقال (السياسي في سورية) لا تزال مستمرة. وأضافت نحن مستعدون للمشاركة في اجتماع إذا تم التحضير له بشكل جيد. ميدانيا، خرج عشرات الآلاف من السوريين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد أمس في يوم دموي جديد سقط فيه 55 قتيلا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ما لا يقل عن 26 من عناصر مليشيا الشبيحة الموالية لنظام الأسد إثر إطلاق النار عليهم في ريف حلب الغربي. كما قتل تسعة مواطنين برصاص قوات النظام بينهم طفل، خلال تفريق تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب وثمانية أشخاص في تفريق تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب. ودعت فرنسا أمس أفراد الجيش والأمن السوريين إلى الانشقاق، وذلك غداة فرار طيار سوري بطائرته إلى الأردن، حيث حصل على اللجوء السياسي، واصفة خطوته بالشجاعة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «برفضهم أن يكونوا أدوات القمع الذي ينفذه بشار الأسد، فإن هؤلاء المنشقين يستحقون تقديرنا وتقدير الشعب السوري». وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت انشقاق الطيار عملا شجاعا ولحظة مهمة. في سياق آخر، قالت صحيفة ماكلاتشي الأمريكية أمس إن الجيش النظامي السوري الذي كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تفوقه بالمعدات والأسلحة الثقيلة نادرا ما يستخدم الدبابات والمروحيات بطريقة فعالة ضد الثوار؛ الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان بعض الطيارين وضباط المدفعية يتعمدون عدم إصابة الأهداف عند قصفهم مواقع الثوار. مراسل الصحيفة في سورية(أوستين تايس) قال إن مشاهداته طوال أسابيع من المراقبة المتواصلة للعمليات العسكرية في سورية تعطي الانطباع بأن الجيش النظامي السوري ليس على علم بالتكتيكات العسكرية الحديثة، فهو نادرا ما يشتبك مباشرة مع وحدات المعارضة، ويبدو أنه في المقابل يعمد إلى تنفيذ عمليات قصف عشوائي تهدف إلى إخافة الثوار.كما أن المروحيات التي شوهدت في أجواء مناطق سورية الشمالية والوسطى كانت تحلق على ارتفاعات تمنعها من تنفيذ مهماتها بفعالية.