من بيوت الحكمة والتجارب يتخرج القادة ويتقلدون المناصب القيادية لوطن بحجم مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ورمز وقيادة الأمة الإسلامية، وكما استقبلنا ببالغ الأسى خبر وفاة أسد وزارة الداخلية الأمير الراحل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته نايف بن عبدالعزيز، استقبلنا البشارة بارتياح بالغ في اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، والأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية. لم أعرف أنا وجيلي للرياض أميرا وقائدا يصافحها صباحا وحتى المساء، يغزل لها أمنياته ليسكبها ملامح وإنجازات وتفاصيل لا توجد في مدن عربية ولا تقارعها الكثير من الدول غير العربية .. الرياض التي كانت في عيونه حورية الصحراء، ومدينة جدائلها شموس لافحة، ورمالها سفوح جامحة، تبهر كل من زارها ويزور غيرها من المدن ويقارن ويلاحظ الاختلاف الجذري في الكثير من تفاصيلها. منذ طفولتي أشاهد الرياض العاصمة وهندستها، على المستوى العمراني والإنساني، هي أكبر مدن البلاد وأكثفها سكانا، وتعد أكبر ورشة عمل يومية في دول الخليج، وتيرتها لا تعرف الهدوء ونموها لا أبالغ إن قلت أن له مؤشرات يومية بعض المؤشرات تتحرك إلى الأمام كل دقيقة كما يحدث على المستوى العمراني والثقافي من خلال المؤتمرات والمناسبات والمباني والبيئة العمرانية وفي شكل عام متاجر ومراكز تجارية وصروح ثقافية، أقولها بثقة «كل دقيقة تقريبا» يتغير ويتجدد شيء في الرياض..لا نستغرب إذا عرفنا أن فارس الرياض وسلمان الوطن هو رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومدينة الدرعية التاريخية..بالتالي وجوده وليا للعهد يعني أنه سيحمل بلادنا إلى المستقبل معه ليكون خير خلف لخير سلف، ونعم الولي لعهد الملك. وكما عاهد ولي العهد الأمير سلمان والدنا خادم الحرمين الشريفين على الإخلاص للدين والمليك والوطن الغالي نعاهدهما على الولاء. وصادق الدعاء أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويطرح البركة والصحة والقدرة في الأحياء من أبناء الملك المؤسس، نعاهدهم أن نكون سلما لمن سالمهم حربا على من حاربهم..نبايع ببالغ الفخر والامتنان لرجال الدولة المخلصين، وقدرة قائد هذه الأمة على الاختيار الأمثل. @a22asma [email protected]