يناقش مجلس الأمن الدولي مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سورية وخطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان اليوم، فيما اتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قوات نظام بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجددت فرنسا المطالبة باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة النظام السوري، في حين أدت أعمال العنف إلى سقوط 78 قتيلا أمس. ويطلع رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود مجلس الأمن على أسباب تعليق نشاطات البعثة، في وقت تعمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على صياغة مشروع قرار يقترح فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وقال سفير بريطانيا في الأممالمتحدة مارك ليال غرانت في تصريح للصحافيين «العديد من أعضاء المجلس، بمن فيهم نحن، يتساءلون الآن عن مستقبل البعثة وبالتالي مستقبل خطة عنان بالنظر الى التطورات الميدانية الأخيرة». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية إننا ندرس مع شركائنا في مجلس الأمن النتائج التي يجب استخلاصها من إحاطة الجنرال مود للمجلس. وأضاف «في مواجهة القمع المستمر، خصوصا في مدينة حمص التي تقصفها قوات النظام حاليا، أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى منح قوة إلزامية لخطة عنان بوضعها تحت الفصل السابع». من جانبها، قالت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي في افتتاح الجلسة العشرين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس «على الحكومة السورية أن تتوقف فورا عن استخدام الأسلحة الثقيلة وقصف المناطق السكنية؛ لأن مثل هذه الأفعال تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أخرى ممكنة». وحضت بيلاي الأسرة الدولية على «تجاوز الانقسامات والعمل من أجل وضع حد للعنف ولانتهاكات حقوق الإنسان في سورية».في السياق نفسه، دعا الممثل الدائم المساعد لفرنسا لدى الأممالمتحدة في جنيف جاك بيليه إلى إحالة المسؤولين في النظام السوري عن العنف إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لوس كابوس في المكسيك أنه توصل إلى «نقاط تفاهم عدة» مع نظيره الأمريكي باراك أوباما حول كيفية معالجة الأزمة السورية. وأوضح بوتين إثر لقائه أوباما أن المناقشات في هذا الشأن ستتواصل. من جهة اخرى تستعد روسيا لإرسال سفينتين حربيتين برمائتين إلى مرفأ طرطوس في سورية حيث القاعدة الروسية الوحيدة في المتوسط، حسبما نقلت وكالة أنترفاكس عن مصدر في قيادة أركان البحرية الروسية. ونقلت أنترفاكس عن مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته في هيئة أركان البحرية أن «سفينتي إنزال كبيرتين هما نيكولاي فلتشنكوف وتسيزار كونيكوف تستعدان للتحرك إلى طرطوس خارج إطار برنامجهما».وتابعت أنترفاكس أن السفينتين ستنقلان عددا «كبيرا» من البحارة.ولم يصدر أي تأكيد رسمي من البحرية، أو من وزارة الدفاع الروسية. ميدانيا، تواصلت أعمال العنف في سورية أمس، حيث تنفذ قوات النظام عملية واسعة في ريف العاصمة دمشق وتشن قصفا عنيفا على مدينة حمص المحاصرة وتحاول اقتحام مدينة طفس في درعا. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن ألف أسرة محاصرة في حمص.