لم ينتظر الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله تقارير تصف له أوضاع أسر وأبناء شهداء الواجب من رجال الأمن الذين استشهدوا في مواجهات مع الفئات الضالة، بل كان يصل شخصيا إلى كل منزل مقدما تعازيه ومواسيا الأسر، واستمر يتابع حال أبناء وزوجات الشهداء ويقدم لهم الكثير، مشيدا بدور الشهداء في التضحية من أجل الدين والوطن. وفيما باتت تلك الأسر مشمولة برعاية سمو ولي العهد، انهمرت الدموع فور الإعلان عن وفاة سموه. وأكد ماجد ابن الشهيد مريف الرشيد ل «عكاظ» أن خبر وفاة ولي العهد كان خبرا مؤلما لنا كأبناء الشهداء جراء ما وجدنا من سموه من عطف وتواصل، فقد كان أبا حانيا ومسؤولا متواصلا، ولا نجد أمام وفاة سموه إلا أن نعزي أنفسنا ونعزي الأسرة المالكة وأبناء الشعب السعودي. ولم تتمالك زوجة الشهيد جارالله علي الجارالله نفسها فور علمها بنبأ رحيل سموه، رافعة أيديها إلى السماء، ومبتهلة لله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، على ما قدم للوطن وأسر الشهداء، «مضيفة أن سموه يرحمه الله كان نعم الرجل المسؤول تحمل كثيرا من همومنا وهموم أبناء هذا الوطن صادق العمل وفي الخصال يرحمه الله، فقد تواصل سموه معنا كما كان مع جميع أسر الشهداء، رحم الله نايف بن عبدالعزيز وألهمنا جميعا صبرا على فقده، وأعان الله قادة هذا الوطن على مسؤولياتهم». وقالت أمجاد ابنة الشهيد محمد بن غازي المطيري الذي استشهد في العام 1424ه «فقدنا أبا حنونا لم تنقطع عنا أخباره وسؤاله واستفساره عن أحوالنا، وإرسال الهدايا، وتواصله الدائم معنا، وقد شعرنا بفقده، ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون». وبين عبدالعزيز ابن الشهيد علي غازي الحربي الذي استشهد في موقعة غضي عام 1424ه ل «عكاظ» أن صورة الأمير نايف لازالت عالقة في ذهنه منذ زيارته لمنزل الأسرة، مضيفا «فقد كنا صغارا فقدنا الأب الحنون، وكان سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في مقدمة المعزين فقد احتضننا وحادثنا كثيرا، ولم ينقطع حرصه وتواصله عنا فقد أكملنا دراستنا وسارت أمور حياتنا كما أرادها لنا رحمه الله، والعزاء لنا ولأبناء هذا الوطن الذي تتكاتف مفاصله ويلتقي قادته بأبناء الشعب، وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة».