نشرت صحيفة الوطن بتاريخ 18 رجب في الصفحة الأولى أن مشهد «تغريدات» في موقع «تويتر» يطلق رسائل متواصلة حول «عتق الرقاب». تحث الرسائل على المطالبة بالمساهمة في دفع ديات تبلغ الدية الواحدة ملايين الريالات . يتطوع من يلوذون بأهل القاتل قرابة أو صداقة بطلب التبرع بدفع الدية من باب البر والإحسان.. فيتسرع البعض على الدفع استجابة لعمل الخير.. فتمتلئ جيوب المتطوعين بالملايين. (أخبرني أحدهم أن متطوعين من هؤلاء المغردين طلبوا تبرعا يصل إلى 20 مليون ريال لعتق رقبة.. والله أعلم كم تبلغ نسبة المغردين من مثل هذا المبلغ ، وكم يبقى لأهل القاتل؟ •ما أبعد هؤلاء القوم عن الخير !.. إنهم يتاجرون بالخير، ويستغلون عواطف الناس في حب الإحسان .. خاصة في إنقاذ الرقاب من الحد. • هل توجد حقيقة رقاب تنتظر التبرع ؟.. أم أن الأمر ابتزاز وأكل أموال الناس بالباطل؟ • أليس لهؤلاء ضمائر حية تصدهم عن استثمار عتق الرقاب في الاحتيال على عامة الناس.. وأكثرهم يعيشون على الكفاف.. بل وأدنى من الكفاف ! • كيف انحرف هؤلاء المغردون، فاتخذوا من الفساد سلوكا ينصبون به على عباد الله؟! • هل هذا السلوك من الوطنية والمواطنة في شيء ؟! • أيأبى النصب إلا أن يرافقهم ، ويمتنع الفساد إلا أن يعاشرهم ؟ • أيبلغ الفساد من القوة والمنعة ما ران على قلوبهم ما كانوا يفعلون ؟ • أما من سبيل إلى توعية هؤلاء القوم، فنقيهم من الظلام، وننتشلهم من الضلال، وننقذهم من أكل السحت ؟ إن مبدأ الطلب إلى المحسنين بالتبرع للمحتاجين من أهل القاتل انصياعا لشروط أهل المقتول في عتق رقبة القاتل.. سلوك لا غبار عليه من حيث المبدأ. غير أن استنكاري وشجبي لمثل هذه المساعدات إنما ينطلق من كثافة تغريدها وتواصلها دون انقطاع.