قتل محمد من حاول انتهاك جسده وسحق كرامته، والمعتدي في تلك اللحظات لم يكن مدركا فظاعة فعله أو العقوبة التي قد تترتب عليه لذا ذهب الاثنان ضحية فكرة شيطانية اختمرت في فكر أحدهما ليشارك الآخر في حصادها عنوة، ليغدو جسد محمد وروحه البريئة الحقل الذي أينعت به أخطاء الغير. فكانت الحصيلة الأولى إعاقة في الجسد والأخرى حد سيف يتراءى له في ظلام ليل حالك ارتعدت له فرائصه والخطيئة تتضخم في كائن بشري انقض ليسلب إنسانيته فوجدها تنفض ضعفها مدافعة عن طهره وشرفه ليكون الثمن موت المعتدي بثياب فعلته. والأموات لا يعودون، وإلا لكفروا عن أخطائهم وطلبوا الصفح ممن اعتدوا عليهم، وأحسب أن من اعتدى على محمد لو كتبت له الحياة لطلب لنفسه العفو منه، وكفر عن نيته تلك بأعمال الخير. فلماذا لا يبادر من يملك القدرة على منحه ذلك الأجر وإلحاق عتق الرقبة بالسيئة لتمحوها بإذن الله الرحيم بعباده الذي لم يقطع عن موتاهم عملا حسنا أو صدقة جارية، وقد ثبت ذلك في حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». فاجعلوا من عتق رقبة المعاق محمد صدقة جارية للمقتول ودعوة صالحة ستلهج بها الألسن له ولكم، ولا تحرموه الفضل وأنتم تملكون مفاتيحه، وانظروا إلى ابنكم هناك في الآخرة ودعوا الدنيا فهي دار فناء سنتركها إلى الآخرة حيث لا ينفع إلا العمل الصالح. ولن نكرر قصص العفو في مثل قضية محمد وهي كثيرة وقد وقف أصحاب الدم في ساحات القصاص يهبون الحياة لوجه الله تعالى وتكفيرا لأفعال أبنائهم، ونعلم أنكم أهل لأن تكونوا أكثر كرما ورحمة ولن يزايد على ذلك أحد. فسابقوا إلى الخير واعتقوا رقبة محمد واكسبوا دعوة أمٍ مكلومة وأب أفناه الحزن وأخ وأخت يرقبون الغد برهبة الفقد وخشية الفجيعة. ونحن متيقنون أن إنسانيتكم تفوق تصوراتنا وأن حزنكم على ابنكم لايزال حارا، لكن في الصفح والعفو وعتق الرقبة الفضل والخير وقبلها الأجر العظيم الذي لا تساويه كنوز الأرض مجتمعة. فكونوا ممن خصهم الله بالفضل في قوله تعالى: (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).. وهناك من التفاسير الكثير الذي يدل على أن عتق الرقبة يدخل ضمن مفهوم الآية الكريمة. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة