عندما درست مرحلة اللغة في جنوب أفريقيا ، انضمت الى مجموعتنا امرأة سويسرية، فيما كانت حلقة النقاش تركز على أهمية السفر وفوائده ،وتحدثنا عن أبرز الدول والمشاهد التي زرناها وصدمت أنها زارت تل أبيب وأنها مفتونة بعاصمة إسرائيل. انتهى اللقاء وسألتها :هل تعرفين أن هناك دولة تسمى فلسطين ،وأن هناك قضية عالقة بينها وإسرائيل منذ عشرات السنين ،فأجابت بكل برود: لا ! صعقت لأنني كنت أتوقع ان العالم بأسره يعرف الكثير عن القضايا العربية التي تهمنا كعرب ومسلمين ، ولكن من خلال اختلاطي لأول مرة بجنسيات لم أكن التقيت بها من قبل ،تأكد لدي أنه من الضرورة بمكان طرح كثير من القضايا مع الزملاء الأجانب بكل موضوعية وبدون تكلف أو مبالغة . أحد زملائي البرازيليين ويعمل طيارا في دولته أتى ليدرس اللغة هناك ويزعم انني أول شخص سعودي يقابله في حياته وأنني اول مسلم يتحدث معه في قضايا الدين،علما بأن الخوض في أمور الدين تعتبر من المحرمات عند كثير من الغربيين، وأفزعني ما تبادر الى ذهنه من معلومات مغلوطة عن الاسلام وعن بلدي على وجه الخصوص، حيث ذكر لي أن هناك برنامجا يشاهده الملايين في البرازيل يذكر أن الرجل العربي لا يستطيع أن يأكل أي طعام تعده امرأة غير زوجته او والدته وغيرها من المعلومات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن الواقع أعجبتني مقولة الدكتور عبدالرحمن بن فصيل الملحق السعودي في ماليزيا حينما قال إن المبتعث هو سفير فوق العادة وأنه لا بد من الانخراط في المجتمع المحلي ونشر الثقافة العربية والإسلامية ،وأن علينا كمبتعثين المشاركة في جميع المهرجانات والمناشط الثقافية لتصحيح المفاهيم . أعتقد أننا بأمس الحاجة الى ذلك فالابتعاث ليس مجرد شهادة ننالها ،بل رسالة لا بد ان نوصلها إلى جميع بلدان الابتعاث. إننا لسنا ارهابيين أو متشددين وأننا حريصون على السلام والوئام والحوار بين الأديان ،ومطالبون بأن نصحح كثيرا من المغالطات التي ألصقت ببلدنا وبديننا ونحن بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف . * ماجستير وسائط رقمية جامعة مالتيميديا ماليزيا