تحفل القطيف بالعديد من الألعاب الشعبية القديمة، مع اختلاف بسيط في التسميات بين قرية وأخرى، وعلى الرغم من أندثار غالبيتها، إلا أن جيل الأمس لا يزال يذكرها، ويأتي أبرزها لعبة «أبو سبيت حي لو ميت»، وتضاربت الأسباب حول تسمية اللعبة، منهم من يرى أنها نسبة إلى سمك «السبيتي»، حينما يترك البحر إلى الساحل وغالبا ما يموت، إلا إذا حمله الأطفال أو الصيادون وأرجعوه في الحال إلى البحر فانه يعود نشيطا من جديد، ولعبة أبو سبيت قريبة من هذه الحالة، حين يهال الرمل على الشاب من قبل اللاعبين تجده يتعب، ومتى ما أزيح عنه الرمل عاد نشيطا فسموا لعبتهم ب «أبو سبيت حي لو ميت»، بينما يرى البعض أن سبب التسمية يعود إلى شخص يدعى «أبو سبيت» كان كثيرا ما يطلب من الصيادين والبحارة الذين يقضون أوقاتا جميلة على ساحل البحر أن يحفروا حفرة ويطلب منهم أن يهيلوا عليه الرمل ومتى ما قال لهم كفى يسرعون لإزالة الرمل الذي تراكم عليه. ورجح مصدر مطلع أن السببين الآنفين لا أساس لهما من الصحة حيث ان اللعبة كانت أقدم من ذلك بكثير، مشيرا إلى أن اللعبة معروفة عند العرب قديما وتسمى ب «حي بن موت»، وتلعب بحفر الأولاد حفرة ويجلس فيها من تقع عليه القرعة ويغطى بإزار أو ثوب ليحول بينه وبين التراب، ويهيل عليه اللاعبون الرمل وهم يرددون «أبو سبيت حي لو ميت»، فإن كانت إجابته «حي» ويقصد بذلك أني لا أزال قادرا على التحمل فيواصلون ردمه بالرمل وفي كل مرة ينادونه «ماذا بعد يا بوسبيت حي لو ميت» فإن كابر واصر «يهلون عليه الرمل حتى يقول ميت»، فيسرعون لنبش الرمل وإزالته عن جسده. وهناك لعبة الطناقير التي تتطلب عمل فتحة في الأرض بواسطة ضرب العصا بالأرض الطينية ونتيجة لاصطدام العصا بالأرض يصدر منها صوت «طن» وقور معناها القطع، وأدوات اللعبة: أرض طينية، عصا من سعف النخيل تجرى عليه بعض التعديلات وذلك بتقليم المقدمة. وتعتمد اللعبة غرس الطفل طنقوره في الأرض اللينة وذلك برميه بحركة فنية قوية، ومن وقعت عليه القرعة باللعب اولا، يرفع طنقوره ليقول : «أشول يرتز» أي طنقوري وبمشيئته تعالى يثبت واقفا على الأرض مغروزا فيرفع يده إلى أعلى ويهوي بطنقوره على الطناقير فإن استطاع أن يسقط أحد الطناقير يصبح ملكا له.