مسكينة هي جدة. يغيب على بعض الناس مفهوم ثقافة المكان،فلكل مكان شخصيته التي تصبغ على قاطنيه سلوكا اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا،أي ان المكان صانع شخصية ساكنيه،وغياب هذا المفهوم يؤدي الى قصور وضبابية في الرؤية والحكم حين تتحدث عن ذلك المكان. ومدينة جدة مدينة ساحلية عريقة مثلها مثل شخصية المدن الساحلية المفتوحة أي ان ثقافتها ثقافة متشكلة وقابلة للآخر كونها تعيش على هذا الامتزاج والتنوع،وقد ظلت الى وقت قريب تمتلك هذه الشخصية إلى ما قبل تريفها وخلق تجمعات سكانية انتقلت بثقافتها ونمط سلوكها الاجتماعي وظلت متخندقة رافضة الذوبان في شخصية المكان مؤججة انتقادها باختلاق كثير من الادعاءات وملصقة التهم بالمكان وساكنيه. ولو تتبعنا ما يقال عن جدة من قبل بعض القادمين إليها سنجد أن كثير من الأقاويل والتهم الملصقة بها غير صحيحة لكنها اكتسبت الشيوع وذاع صيت جدة كمدينة متفسخة ومنحلة وهو حكم صادر ممن تخندق خارج ثقافتها المكانية . وتحمل أهل جدة كل هذه التهم وإن أرادوا التخفيف عن ضجرهم مما يقال عن مدينتهم أرسلوا النكات على القادمين عليهم كتعبير حقيقي عما يجدونه من مضايقات تخل بنمط معيشتهم . ولأن لها صدرا واسعا فإنها تتجاوز عن كل ذلك وتحاول الإبقاء على نمط معيشتها وسلوكها الاجتماعي لكن ما صدر أخيرا من اتهام البعض لمدينة جدة بأنها مأوى لتصدير الإلحاد فهو اتهام لا تعرف كيف تصف مطلقيه حتى مع أشد حالات غضبك لن تستطيع معرفة الدافع لهذا، وهو اتهام قبل سعيه إلى فت الوحدة الوطنية أو القضاء على التنوع المكاني الثقافي هو اتهام يشير بوضوح إلى قصر نظر وغياب التأدب وغياب المسؤولية وسعي إلى جعل البلد تصارع القبلية والمذهبية والمناطقية من خلال تهم لا يعرف أصحابها أنهم يسكبون الزيت على النار، كما انه لا يليق أن تتهم مدينة ظلت تمثل بوابة الحرمين الشريفين منذ زمن طويل ان تكون مرتعا للإلحاد ،كما أن الإلحاد لم يأخذ جواز سفر من ميناء جدة.! ولكن ليت هؤلاء أنصتوا لما قاله مفتي الممللكة عن جدة وعلمها وعلمائها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]