كشفت لنا الأحداث الدائرة في فصول مسرحية «الفريدي وناديه الهلال» والهجوم الإعلامي والجماهيري الذي وجهت سهامه له واتهمته بالاستغلال وبالتخطيط لمغادرة الأراضي الهلالية مع سبق الإصرار والترصد رافضا العرض الهلالي الضخم باحثا عن عرض يرضيه... بأننا لا زلنا نعيش عصر الاحتراف بعقليات متحجرة وبثقافة مدرجات تقودها العواطف والميول وحب الذات والمصالح من قبل جماهير وإعلام وإدارات تلك الأندية التي تفكر بمصالحها وبتحقيق منجزات تحسب لها وأهملت مصلحة الطرف الأهم في منظومة الاحتراف وهو اللاعب الذي من حقه أن يطلب ما يشاء بغض النظر عن اتفقنا أو اختلفنا على استحقاق اللاعبين السعوديين لتلك المبالغ الضخمة من عدمها، وفي المقابل يحق لإدارات الأندية قبول أو رفض مطالبه، دون ذلك الانقلاب الجماهيري والإعلامي ضده واتهامه بعدم الولاء والإخلاص وشن حرب شعواء عليه والقدح في إمكانياته، والتي لم يكن ذلك الإعلام يتطرق لها في السابق لا لشيء إلا لأنه فكر في مصلحته وخالف تلك التوجهات والمصالح، فتحول التمجيد الذي كان يناله إلى هجوم عنيف ضده. فالفريدي ذهب ضحية كغيره من النجوم الذين نالوا الهجوم والتقليل من عطائهم، لأنهم نبذوا مقولات لا زالت تعشش في عقول بعض الإعلاميين والإداريين والجماهير المتعصبة لهذا النادي أو ذاك الذين نسوا أو تناسوا أن الاحتراف أصبح مهنة يكتسب من ورائها وبه انتهت شعارات الولاء وابن النادي التي لا تؤكل عيشا، فالحقائق الماثلة أمامنا تؤكد أن من صدقها وآمن بها من اللاعبين أمضوا بقية حياتهم متسولين بعد أن رمتهم أنديتهم ونسيتهم الجماهير، فالعمر يمضي والزمن لا يرحم والذكي من اتعظ بغيره وعمل على استثمار موهبته ونجوميته في تأمين مستقبله ورمى الأصوات المتعصبة وراء ظهره، ولنا في ذلك شواهد كثيرة على نجوم حملوا على الأعناق ثم طوتهم صفحة النسيان وعاشوا ينتظرون العطف والإحسان بعد أن كان يشار لهم بالبنان. فالقضية وببساطة عرض وطلب فمن حق الفريدي وغيره من اللاعبين البحث عن مصالحهم وتأمين مستقبلهم طالما وجد من يدفع لهم أكثر، دون الحاجة لكيل التهم لهم ونعتهم بعدم الولاء والإخلاص تلك العباءة التي نرتديها يوما وننزعها أياما.