التوجيهية محطة فاصلة في حياة أي طالب فهي حصاد اثني عشر عاما من الدراسة والتحصيل العلمي وتبدأ مرحلة حساب المعدل الدراسي من الصف الثاني ثانوي والصف الثالث ثانوي وبعدها يحتسب المعدل الذي بموجبه يتحدد مستقبل الطالب.. وفي السنوات العشر الأخيرة بدأ الطلاب يعانون مما يسمى «باختبار القدرات»، وقد اطلعت على أسئلة أحدها أثناء تنظيمنا لأحد الاختبارات.. إنه اختبار صعب بكل المقاييس ومن الوارد جدا أن يقضي على مستقبل وآمال أي طالب لا يحرز درجات عالية وقد يحرمه من الالتحاق بالتخصص الذي يرغبه، وفي ظني أن هذا الاختبار ليس المعيار الحقيقي لمعرفة مدى التحصيل العلمي الذي تلقاه الطالب أثناء دراسته، الاختبار التحصيلي هو الأهم وهو الذي يستطيع أن يكتشف مستوى الطالب الدراسي.. أما اختبار القدرات فهو (اختبار تعجيزي) يدخل الطلاب وأسرهم في قلق ورعب لا مبرر له، وقد ينعكس هذا الرعب وهذا القلق نفسيا على الطالب المتفوق دراسيا، وقد يسبب له إحباطا لا مبرر لهما، مما ينعكس سلبا على مستوى تحصيله الدراسي حينما يحصل على درجة لا تعكس مستواه الحقيقي، ولا تحقق طموحاته، ولهذا فإننا نأمل ممن يعنيه الأمر إلغاء هذا الاختبار الذي لا جدوى منه، وضرره أكثر من نفعه، سوى مردود مادي يدر عشرات الملايين من الريالات بدون أية فائدة تذكر سوى تعقيد الطلاب والأسر، وأرى أن يكتفى فقط (بالاختبار التحصيلي) الذي هو الأهم والذي يكشف الغث من السمين، ويكشف المستوى الحقيقي للطلاب الذين تحصلوا في مدارسهم على درجات غير مستحقة.. سائلين الله عز وجل أن يلهم من يعنيهم الأمر الصواب للوصول إلى الصواب.