استنكر الأستاذ خالد السليمان في مقالة بعنوان «الكتاب والهيئة» (عكاظ 6/7/1433ه) .. استنكر تفسير أمين عام هيئة الصحفيين الدكتور عبد الله الجحلان في حواره المنشور في صحيفة الشرق الأوسط «قرار مجلس الوزراء الأخير والخاص بحصر الممارسة الصحفية في الصحفيين المعتمدين في هيئة الصحفيين السعوديين على أنه يشمل كتاب الرأي، ونوه إلى أن هناك فرقا هائلا بين كتابة الرأي والعمل الصحفي، «فالأول إنتاج فكري، والثاني ممارسة مهنته، وبالتالي لا مجال لأي اجتهادات شخصية لمحاولة فرض واقع لا وجود له على كتاب الرأي». ليسمح لي الأستاذ السليمان أن أقف في صف الدكتور الجحلان.. موضحا أن قرار مجلس الوزراء في فقرته الرابعة قد قصر العمل الصحفي على الصحفيين المعتمدين من هيئة الصحفيين دون الإشارة إلى الكتاب، ذلك أنه ليس من الضرورة في شيء أن يشير القرار إلى الكتاب لأن اللائحة التنفيذية لنظام المؤسسات الصحفية اعتبرت الكتاب صحفيين.. فقد نصت المادة (عشرون) فقرة (ب) : «يعتبر صحفيا كل من يسهم في العمل الصحفي لخدمة الخبر ومعلقين ورسامين وخطاطين ومخرجين ... إلخ». إذن.. العمل الصحفي يشمل (نظاما) كتاب الصحافة. أما وأن هنالك فرقا بين كتاب الرأي والعمل الصحفي، فلك الحق في أن أقف معك مؤيدا.. فحين نقول ( كتاب) لا يعني (عمليا ومنطقيا) أنهم صحفيون.. وإذا كانوا قد عرفوا بأنهم كتاب صحافة، فذلك لأنهم يكتبون في الصحف وليس للصحف، أي أنهم لا يؤدون عملا صحفيا.. فالعمل الصحفي أن يعمل الصحفيون في الصحيفة (تفرغا أو تعاونا) لتقديم الأخبار والتعليقات والتقارير والتحقيقات والحوارات وغير ذلك من فنون الصحافة المعروفة.. يقدمونها كعاملين في الصحيفة لحسابها ولصالحها تابعين لها مهنيا وإداريا وماليا. وهم في ذلك يمثلون الصحيفة أكثر مما يمثلون أنفسهم.. بينما الكتاب يقدمون للصحف آراء لا أعمالا صحفية وهم في هذه الآراء يمثلون أنفسهم أكثر مما يمثلون الصحيفة. ولئن أطلق على الكتاب ( كتاب الرأي ).. فهل لأنهم يكتبون في صفحة الرأي إن كان الأمر كذلك.. فماذا عن كتاب الأعمدة أليسوا أيضا كتابا ؟.. فلماذا تقوم الجمعية على الكتاب الذين يكتبون في صفحة الرأي فقط ؟؟.. دون كتاب الأعمدة ؟، وإن كان الأمر أن كتاب الرأي يحملون رأيا، (وهو الأقرب إلى الصواب) أليس كتاب الأعمدة كذلك يحملون رأيا؟. خلاصة القول.. إنه لابد أن تشمل الجمعية الكتاب الدائمين في الصحف (سواء أكتبوا في صفحة الرأي أو كتبوا في أعمدتهم). لذلك فالأنسب أن يطلق عليهم ( كتاب الصحافة) ولأن جميع هؤلاء الكتاب هم أقرب إلى الأدب منهم إلى الصحافة. فأرى أن يفصل الأدباء عن النوادي الأدبية الثقافية لينضموا إلى الجمعية تحت اسم (جمعية الأدباء والكتاب) وتلغى النوادي الأدبية، أو يصبح اسم الجمعية (نادي الأدباء والكتاب) بحيث ينضم المثقفون المنتسبون إلى هذه النوادي والذين معظمهم ليسوا أدباء.. ينضمون إلى جمعية الثقافة والتي يمكن تحويلها إلى (مركز الثقافة والفنون). على أن الصحافة هي التي تصنف الكتاب حسب درجاتهم لديها، وحسب المساحة المخصصة لصفحة الرأي.. ثم لا تلبث الصحيفة حسب هذين المعيارين أن تنقل بعض كتاب الرأي إلى أعمدة خاصة بهم، أو تحول بعض كتاب الأعمدة إلى صفحة الرأي.. وما على الكتاب إلا السمع.. فرئيس التحرير له رؤية أوسع وأشمل.. اللهم اجعل كلامنا خفيفا على الصحافة والصحفيين، واجعله رقيقا على وزارة الثقافة والإعلام.