عبر العديد من خبراء الطاقة والأكاديميين السعوديين عن تأييدهم لمرشح المملكة الدكتور ماجد بن عبدالله بن إبراهيم المنيف، ليتبوأ منصب الأمين العام لدول منظمة الأوبك. وطالبوا بضرورة فتح الأبواب في مختلف الهيئات والمنظمات الدولية أمام الأكاديميين السعوديين للتوظف فيها، مؤكدين أن ذلك حق مفترض للكوادر السعودية التي أثبتت جدارتها، إضافة إلى الدور الكبير والمؤثر الذي تلعبه المملكة في دعم مختلف الجهود والأعمال التي تقوم بها تلك المنظمات والهيئات. وقال ل«عكاظ» خبير التجارة الدولية الدكتور فواز العلمي بالنسبة للدكتور المنيف هو شخص مؤهل علميا وعمليا لمنصب أمانة منظمة أوبك وهو ذو خبرة طويلة واطلاع موسع بمختلف شؤون النفط سواء من حيث الإنتاج أو التسويق. وسيكون في نيله المنصب تأثير إيجابي ليس على دول المنظمة فحسب وسياساتها، ولكن على مختلف دول العالم وكافة أسواق النفط، فهو يأتي من المملكة، الدولة الأكبر إنتاجا في منظمة أوبك، والتي لها جهودها ودورها الواضح في الحفاظ على استقرار النفط، وفي نفس الوقت الحفاظ بعدل تام على حقوق الدول الأخرى أعضاء المنظمة المنتجة للنفط والبالغ عددها 12 دولة، إضافة إلى أن كونه أكاديميا سعوديا يجعل حظوظه في نيل المنصب أكبر من غيره، خصوصا وأن الاكاديميين السعوديين الذين شغلوا مناصب ريادية في منظمات وهيئات دولية أثبتوا كفاءة وحسن أداء في أعمالهم نالوا به ثقة الجميع واحترامهم. من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد حمزة هاشم، أن حظوظ المرشح السعودي الدكتور ماجد المنيف في تبوؤ المنصب ليست قليلة، خصوصا وأن المملكة رسخت في الآونة الأخيرة قدرتها على الحفاظ على مصالح الدول ذات الإنتاج الأقل وفي نفس الوقت الحفاظ على استقرار السوق العالمي وهما مطلبان مهمان لدى عموم دول المنظمة. وقال الدكتور وحيد هاشم بالتأكيد كون الدكتور ماجد المنيف يأتي من دولة كالمملكة، عرف كوادرها من الأكاديميين بتوفر الخلفية العلمية والعملية، وأثبتوا قدرتهم في مختلف الوظائف الدولية التي تقلدوها هو أمر يزيد في حظوظه لنيل المنصب. وقال الدكتور وحيد هاشم إن التمثيل السعودي في مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية ضعيف جدا، مقارنة بما تقدمه المملكة لتلك الهيئات والمنظمات من دعم كبير. ومثال على ذلك أن التمثيل السعودي في منظمة دولية بحجم منظمة اليونسكو لا يعد شيئا، مقارنة بالدعم الكبير الذي تتلقاه تلك المنظمة من المملكة. وأضاف أن ترشيح المملكة للدكتور المنيف يأتي ليكون خلفا للأمين العام الحالي الليبي عبدالله البدري الذي تنتهي مدته في نهاية 2012. ومن المتوقع أن يتقدم عدد من الدول الأعضاء في المنظمة بمرشحيها، حيث تناقلت وسائل الإعلام أخبارا عن ترشيح إيران، ثاني أكبر منتج في المنظمة بعد المملكة مرشحا من مواطنيها. وكان العراق أعلن عن ترشيح ثامر الغضبان كبير مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي لشؤون الطاقة، كما أن دولة الإكوادور قد تقدمت هي الأخرى بمرشح من طرفها. ويعد المرشح السعودي الدكتور ماجد المنيف الأكثر حظوظا في نظر العديد من المراقبين الدوليين، خصوصا وأنه الحائز على درجتي الدكتوراه والماجستير في الاقتصاد من جامعة أوريغون في الولاياتالمتحدة. وكانت أطروحته للدكتوراه تتمحور حول أسعار النفط، إضافة إلى خلفيته السياسية الممتازة كونه تحصل على درجة البكالوريوس من جامعة الرياض في الاقتصاد والعلوم السياسية ، وكان عمله في وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية لفترة زمنية طويلة، وهو عضو في لجنة الطاقة والاقتصاد في مجلس الشورى منذ العام 1426 هجري، وشارك في إعداد استراتيجية المملكة النفطية، ومثل المملكة في مجلس محافظي منظمة أوبك لمدة ثماني سنوات، بعد أن شغل منصب ممثل المملكة في اللجنة الاقتصادية للمنظمة، التي تضع تقريراً مفصلاً لوضع السوق النفطية. تميز بتقديم الشرح الدقيق والعلمي لأوضاع السوق النفطية لكونه أستاذا أكاديميا في جامعة الملك سعود. يشار إلى أن المرشح السعودي الدكتور ماجد المنيف شارك في مؤتمرات أوبك منذ 1987 كعضو فاعل ودائم إلى جانب وزير النفط السعودي، الأمر الذي منحه خبرة طويلة في أعمال المنظمة والخلافات فيها وأساليب النقاش، واختبار سياسات الدول داخل المنظمة، كما شارك بفعالية في الإعداد لتكوين منتدى الطاقة العالمي ونادي الطاقة العربي ونادي أكسفورد للطاقة.