أثار تحويل مقر دار المسنين في التنعيم بالعاصمة المقدسة إلى مستشفى للأمراض النفسية منذ نحو عام، الرعب بين سكان الحي، بعد أن أصبحوا هدفا لهجمات بعض المرضى النفسيين من حين لآخر، ما دفع عدد منهم إلى عرض مساكنهم للبيع بثمن بخس؛ هربا من الاعتداءات التي يواجهونها من المرضى الفارين من المستشفى. واتفق الأهالي على أن المرضى النفسيين ضحايا لظروف مروا بها في حياتهم وبحاجة للرعاية والعلاج، مطالبين في الوقت ذاته بنقل المستشفى بعيدا عن التجمعات السكنية، داعين للمرضى كافة بالشفاء العاجل. وأفاد سالم الأحمدي أن الشؤون الصحية في مكةالمكرمة افتتحت قبل نحو عام مستشفى للصحة النفسية في وسط حي التنعيم بسعة 50 سريرا، بعد أن كان المرضى يعالجون في قسم الأمراض النفسية الملحق بمستشفى الملك عبدالعزيز. ووصف الأحمدي اختيار موقع المستشفى داخل حي سكني ب«غير الموفق»، بسبب كثرة اعتداءات المرضى على أهالي الحي والهجمات التي يشنونها على المنازل باستمرار، لافتا إلى أن العديد من الأهالي اضطروا إلى عرض مساكنهم للبيع هربا من الشغب التي يحدثه المرضى النفسيين شفاهم الله. وبين أن المستشفى الحالي في حي التنعيم بسعة 50 سريرا ويعمل به نحو 150 ما بين موظفين وممرضين وأطباء وفنيين، ملمحا إلى أن أحد أبناء العاصمة المقدسة أقامه سابقا ليكون دارا للمسنين، إلا أن الشؤون الصحية اختارته ليكون مستشفى للصحة النفسية. بدوره، اضطر فهد المسعودي على تعليق لوحة في موقع بارز في بنايته كتب عليها العمارة للبيع، مشيرا إلى أنه أقدم على هذه الخطوة بعد أن ازدادت هجمات المرضى النفسيين على منزله الواقع قرب المستشفى المتخصص لعلاجهم في حي التنعيم. وذكر أنه لم يشعر بالراحة منذ أن افتتح المستشفى جوار داره، لافتا إلى أنه يحرص على إغلاق الأبواب بإحكام على أبنائه؛ خشية أن يصل إليه أحد المرضى. وقال: «أتعاطف كثيرا مع أولئك المرضى وأدعو الله أن يمن عليهم بالشفاء، فهم ضحايا، لكن كان من الأجدى وضعهم في مستشفى متخصص بعيدا عن مساكن الأهالي، وهو المعمول به عمليا». والتقط تركي الأنصاري الحديث قائلا: «فوجئت في أحد الأيام وأنا نائم بشخص يقف قربي، فاعتقدت في بادئ الأمر أنه لص استغل وضع باب منزل المفتوح وتسلل، إلا أني اكتشفت حين القيت القبض أنه مريض نفسي قدم من المستشفى المجاور، وكان هادئا»، ملمحا إلى أنه أعاده للمستشفى لكن القلق سيطر عليه خشية أن يصل أحد المرضى الخطرين إلى أبنائه في المنزل أثناء غيابه. لكن عبدالله اللحياني عاش موقفا أشد رعبا من سابقه جعله يستنجد برجال الأمن، حين فوجئ أثناء وجوده في العمل باتصال من أطفاله يصرخون في حال من الفزع نتيجة دخول رجل مريض نفسي إلى داخل المنزل، ملمحا إلى أنه اضطر للاتصال بالجيران لنجدة صغاره، بيد أنه كانوا نائمين، فاستعان بالشرطة فهرع رجالها إلى المنزل وأمسكوا بالمريض الذي تبين أنه أنسل من المستشفى وجال في الحي حتى تسلل إلى داره. وأكد اللحياني أنه بات يحرص على إغلاق الأبواب جيدا على أسرته قبل الخروج لأداء أية مهمة. وطالب اللحياني الجهات المختصة بالتدخل وإبعاد المستشفى عن الحي السكني، مشيرا إلى أنهم لم يوفقوا في اختيار هذا المكان حيث كان من الأجدى أن يقام في منطقة بمعزل عن التجمعات السكنية. في المقابل، أكد الناطق الرسمي للشؤون الصحية في مكةالمكرمة فواز الشيخ أن الشؤون الصحية في مكةالمكرمة جهزت أرضا في مخطط الخضراء في حي الشرائع ليقام عليها مستشفى للصحة النفسية بسعة 200 سرير، مشيرا إلى أنه جرى إدراجه ضمن ميزانية الشؤون الصحية ورفع للمالية للموافقة عليه وفي حالة اعتماده من قبل المالية سيتم البدء فورا في تنفيذه.