أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، أن بناء السلام والوئام والاستقرار العالمي والابتعاد عن اللجوء للقوة والعنف لحل الخلافات التي تنشأ بين الدول، من أهم ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن المملكة تؤيد وتدعم دور الأممالمتحدة في تحالف الحضارات، الذي يقوم على أهداف نبيلة تتمثل في تعزيز ثقافة السلام بين الشعوب والحضارات، والاحترام المتبادل لخصوصية الأمم والشعوب ولتنوعها الثقافي. وقال سموه في كلمة المملكة التي ألقاها بمنتدى اسطنبول لشركاء تحالف الحضارات، وشارك فيه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بادر إيمانا بهذه القيم بإطلاق مبادرة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات، أكدتها رعايته الكريمة لمؤتمر العلماء المسلمين في مكةالمكرمة لتأصيل مبدأ الحوار، ثم رعايته بمشاركة جلالة ملك إسبانيا ورئيس وزرائها ونخبة من الشخصيات العالمية مؤتمرا عالميا للحوار في مدريد في 16 يوليو 2008م، تبعه عقد اجتماع رفيع المستوى للجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والستين عام 2008م. وأعلن الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في المنتدى الذي أطلقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات وممثلي الدول، عن تبرع المملكة بمبلغ مليون دولار لدعم وتعزيز شركاء تحالف الحضارات انطلاقا من التزام المملكة بأهداف هذه الرسالة السامية التي يقوم بها أصدقاء تحالف الحضارات بالأممالمتحدة في مختلف المجالات، مشددا على أن المملكة تتطلع إلى أن يسود التفاهم والحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات كافة، انطلاقا من قيمنا وأخلاقنا الإنسانية والتنوع الغني لحضاراتنا وثقافاتنا. ونقل نائب وزير الخارجية للمشاركين في المنتدى تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتمنياته بأن يوفق الله سبحانه وتعالى هذا المؤتمر لما فيه الخير والسداد، وتحقيق أهدافه وغاياته النبيلة. كما نقل شكر وتقدير المملكة العربية السعودية لجمهورية تركيا الشقيقة على استضافة منتدى شركاء تحالف الحضارات وعلى الجهود المبذولة في الإعداد والتنظيم الدقيق له، منوها بما يبذله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات الرئيس جورج سمبايو من جهود مكثفة لدعم وتعزيز تحالف الحضارات، بما يحقق أهداف التحالف المتمثلة في الحوار البناء وتبادل الأفكار لتحقيق الاستقرار والتواصل الثقافي وتبادل المنافع بين المجتمعات، المنسجمة مع القيم الثقافية والسياسية في مجتمعاتنا. وقال الأمير عبدالعزيز بن عبدالله: لا تزال العلاقة بين الحضارات المختلفة بصفة عامة يشوبها تدني مستوى الثقة بين أطرافها، نتيجة ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية متعددة، الأمر الذي أوجد عقبة في وجه أي حوار حضاري بناء ومتكافئ بينها، حيث لا تزال الصور النمطية لدى الشعوب عن الحضارات الأخرى سلبية في بعض جوانبها، مما يتطلب منا جميعا، حكومات ومنظمات ومؤسسات دولية ومجتمعا مدنيا، تكثيف الجهود للتخفيف من كيل الاتهامات لبعضنا البعض حتى لا تتسع الفجوة الثقافية والحضارية بين الأطراف كافة. وأوضح أن الجهود المبذولة في سبيل نشر ودعم حوار الحضارات توجت بتوقيع المملكة العربية السعودية مع كل من جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات في فيينا، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك بين الشعوب، ودعم العدل والسلام، والتصدي لسوء استخدام الدين لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع والإقصاء، وتعزيز الاحترام والمحافظة على قدسية المواقع والرموز الدينية، ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات، مضيفا «نأمل من هذا المنبر تعاون منتدى الأممالمتحدة لأصدقاء تحالف الحضارات مع المركز حتى يتمكن من القيام بأنشطته وبرامجه بعد افتتاحه في شهر نوفمبر المقبل».