تشغل الساسة الكبار من عظماء القادة والملوك الأفذاذ هموم شعوبهم وحرصهم على الوحدة والالتفاف حول بعضهم، ولما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عظماء الملوك وساسة العصر، ولأن ديدنه الطموح فإنه دعا -وفقه الله- بثاقب نظرته واستشرافه لمنظومة مجلس التعاون الخليجي ليكون أكثر قربا وتلاحما وأكثر قوة، ليكون مجلسا اتحاديا ينقله من «التعاون» إلى «الاتحاد» استوحي من الحديث النبوي الشريف: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى). فمبادرته ترجمة لمزيد من اللحمة وتحقيق النقلة النوعية المتميزة في مزيد من الانطلاقات لمنظومته القوية وكيانه الكبير المهاب. فالمنطقة الخليجية بما تمثله من ثقل ووزن عالمي من كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مطمح لكل مطلع وطامع في ظل المتغيرات المتسارعة والتقلبات السياسية والأجندات المصلحية. إن اتحاد المجلس بثقل قادته له ثمرات توجب المسارعة والاندماج وتقييم نظمها السياسية على مزيد من بناء الأسس وتعزيز القواعد الأمنية والسلم الخليجي الذي يكفل لشعوبه أن يلوح بهذا الاتحاد إلى عدم اللعب بالنار وإن قربت المسافات ودكن افتعال الدخاخين. إن تعزيز المنظومة مطلب شرعي وقانوني، وعمل سياسي شرعي يدعم خطوات أكثر تقاربا من النواحي المصحلية لدول الخليج وتفعيل للقوى الإقليمية والدولية والحرص على الدفاع بصفة تنظيمية لمجتمع يقوم على وحدة واتحاد شرعي يؤمن للأجيال مستقبلا متنوع الفرص والعطاء، ويفتح آفاق المستوى المعيشي لمواطني الدول الخليجية لمزيد من الانطلاقات الفكرية، وتطوير أنظمة التقارب والانفتاح لبيئة وبنية اقتصادية تدفق سيلا من العطاء ومزيدا من الإنتاج المتحد. فالبدار البدار، فالاتحاد قواسم مشتركة وعطاء متميز وفرصة لن تتكرر،،،وبالله التوفيق. * أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة.