عندما زار الوفد البرلماني المصري المملكة الشهر الماضي لفت انتباهي نقاش بين برلمانيين وفدي وإخواني حول الغرور السياسي الذي أصاب الإخوان المسلمين في مصر بعد نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية! كان البرلماني الوفدي من واقع التجربة السياسية الطويلة لحزب الوفد العريق ينصح زميله الإخواني بقليل من التواضع السياسي لأن أمواج السياسة ترتفع وتهبط حسب اتجاهات الرياح وحركة المياه ولا تثبت على حال، وهو مالم ينكره البرلماني الإخواني الذي اعترف بأن هناك حالة إحباط وخيبة أمل في الشارع المصري من أداء البرلمان المصري الذي يهيمن عليه الإخوان، وعلق على ذلك عضو عن الجماعة الإسلامية قضى في سجون مبارك أكثر من 13عاما مؤيدا بأن الناخب المصري قد يتردد كثيرا في منح صوته للإسلاميين فيما لو أعيدت الانتخابات البرلمانية اليوم! استرجعت هذا النقاش بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية وتقدم أحمد شفيق وحمدين صباحي في نتائج الانتخابات بعد أن كان متوقعا انحصار المنافسة بين المرشحين الإسلاميين محمد مرسي وعبدالمنعم أبو الفتوح، فمن الواضح أن الناخب المصري لم يكن بحاجة لإعادة الانتخابات البرلمانية ليعبر عن سخطه وخيبة أمله فقد وجد في انتخابات الرئاسة ساعي البريد الأنسب!. لقد كانت رسالة من عدة رسائل: منها أن الشعب المصري الذي تحمل الكثير من تداعيات الثورة على حياته اليومية لم يعد يقبل استمرار الفوضى وعدم الاستقرار تحت عنوان الثورة، وأن شعور خيبة الأمل من أداء حزب الإخوان المسلمين مكمل لخيبة الأمل من عجز القوى السياسية والشبابية التي جسدت الثورة عن استيعاب المرحلة وأهمية تجاوز محطة ميدان التحرير، فالشعب لم يعد يستهويه النزول إلى ميدان التحرير بل النزول إلى ميدان بناء الجمهورية الثانية!. لقد أتاحت نزاهة الانتخابات للشعب المصري أن يعبر عن رأيه ويبعث برسائله وهو ما كان مستعصيا في ظل انتخابات ال 99,9% ،، أما اللافت فكان عدم حصول أي مرشح على أكثر من ربع عدد أصوات الناخبين وهي رسالة رمزية بأن زمن الزعماء الخالدين والفراعنة المخلدين قد ولى !. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة