تحتفل الدول والمجتمعات الإنسانية باليوم العالمي للتنوع الثقافي والقضاء على التمييز العنصري الذي يصادف 29 يوليو من كل عام.. ودعت الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده الإنسانية.. من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وحسبما تؤكد المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن الناس جميعا يولدون «أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق».. كما ينص الإعلان في مادته الثانية على مناهضة التمييز بجميع أشكاله لاسيما التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو المعتقد أو الفكر أو الرأي. واليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يذكرنا بمسؤوليتنا الجماعية تجاه تعزيز هذا المبدأ المثالي وحمايته من أي انتهاك مع إعطاء الأمل لمستقبل أفضل للإنسان.. والعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية والكرامة الإنسانية على أوسع نطاق. والمؤسف أن للعنصرية مواقف وممارسات وتصرفات لا إنسانية وخالية من الضمير الإنساني أو الأخلاقي.. والعنصري بطبعه يخلق أعذارا ومبررات لإقصاء وتهميش وحرمان وإلغاء الآخر ووصفه بأوصاف قبيحة قد تصل إلى انتهاك حقوقه الإنسانية. ولا شك في أن مكافحة التمييز العنصري بشتى أشكاله المقيتة.. كان ولايزال من أولويات الأممالمتحدة UN التي تعبر عن ضمير المجتمع الدولي.. وتحرص المنظمة الدولية على إحياء اليوم العالمي ضد العنصرية أو التمييز.. وتعمل جاهدة للتذكير بحق الإنسان وكرامته أيا كان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه.. وقد انضمت المملكة إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري عام 1997م.. وذلك انطلاقا من القيم الإسلامية السمحة التي تحرم كل ما يمس كرامة الإنسان أيا كان.. حيث لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.. وقوله تعالى في كتابه الكريم: «ولقد كرمنا بني آدم». العالم.. مازال يقاوم فيروس التمييز العنصري.. ونأمل أن ينجح في مقاومته والقضاء عليه مستقبلا.. من أجل عالم تسوده الكرامة والحرية والتسامح والمحبة والمساواة والعدل والسلام. * مستشار للتنمية الإنسانية.