أكد ل«عكاظ» خبير سياسات برامج الموهوبين والمشرف على البرامج الأكاديمية بالمركز الوطني للموهبة والإبداع الدكتور فتحي محمد أبو ناصر، أن الجامعات السعودية معنية بإيجاد برامج تعليمية ومؤسسات إضافية تركز على المواهب المتميزة على مستوى مؤسسات العليم العالي، إلى جانب تقديم الخدمات البحثية وإعداد الكوادر المتخصصة، وإعداد المعايير العلمية للبرامج المختصة بهم. وبين أن الموهوبين في كثير من المجتمعات ثروة مهملة وغير مستثمرة، بسبب عدم التعرف عليهم والكشف عنهم في معظم الأحيان وعدم اهتمام البيئة المحيطة بمواهبهم، مضيفاً أنهم غالباً ما يهملون بعد انتهاء فترة التعليم العام، لكون البرامج التعليمية المقدمة لبعضهم تنحصر في الغالب في مدارس التعليم العام، وقد تكون غير كافية أو مناسبة، ما يحتم على الجامعات السعودية إيجاد برامج تعليمية. وزاد بالرغم من المحاولات الكثيرة والجهود التي تُبذل من أجل تقديم رعاية متميزة للطلاب الموهوبين في المملكة؛ إلا أن هناك قضية كبرى تقف حجر عثرة في طريق فاعلية هذه البرامج وجودتها، ألا وهي إيجاد الكوادر البشرية المؤهلة تأهيلاً علمياً أكاديمياً، لأداء مهام الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، لاسيما وقد انتشرت مراكز رعاية الموهوبين في مختلف أرجاء المملكة، وشرعت وزارة التربية والتعليم في استحداث برنامج رعاية الموهوبين في مدارس التعليم العام، ما يجعل من وجود البرامج الأكاديمية المختصة بتأهيل المعلمين والمشرفين للعمل في هذا المجال أمراً في غاية الأهمية. ودعا أبو ناصر للتنسيق الكامل فيما بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي عبر استراتيجية واضحة المعالم والخطوات لتوفير التكامل فيما بينهما في مجال رعاية الموهوبين، وصولا ً إلى منظومة من الخدمات التي تعنى بتنمية ورعاية المواهب في مؤسساتها المنتشرة في أنحاء المملكة. وأضاف أُبرمت العديد من الاتفاقيات مع مؤسسة موهبة في هذا الجانب، ولكن المطلوب السعي الحثيث والتنسيق الكامل لاحتواء مخرجات التعليم العام من الموهوبين في المؤسسات الجامعية.