كشف نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" الدكتور خالد السبتي عن اكتشاف 600 موهوب وموهوبة في عدد من المدن السعودية جرى إلحاقهم بالمدارس التي تمت الشراكة معها. وأوضح أن الوزارة لا تدخر جهداً في توفير الأدوات والخامات التي يحتاجها الطلاب الموهوبون خلال دراستهم داخل المدارس ولديها خطة للتوسع في إمداد المدارس بتلك الأدوات مستقبلاً. جاء ذلك خلال تدشين مبادرة الشراكة مع المدارس أول من أمس في عامها الثاني التي نظمتها "موهبة" بمقرها في الرياض. ولفت السبتي إلى أن "موهبة" وضعت عددا من المبادرات تهدف فكرتها الأساسية إلى إيجاد وسائل دعم ورعاية واكتشاف الموهوبين في جميع المراحل العمرية للطالب والطالبة, وأضاف: نأمل أن يكتمل بناء البرامج والأنظمة وأن تكون هناك برامج تكاملية مستمرة لتخريج عدد من الموهوبين والموهوبات في المدارس والجامعات السعودية والشركات الوطنية الرائدة لدعم التحول إلى المجتمع المعرفي. وأضاف أن "موهبة" وضعت خطة ورؤية مستقبلية لعام 1444 تسعى لإيجاد كوادر وقيادات شابة وموهوبة ذات تعليم وتدريب متميز لدعم التحوّل إلى مجتمع المعرفة. وبسؤاله عما أثمرته الشراكة بين "موهبة" والمدارس حتى الآن قال: إن الشراكة في بداية عامها الثاني ومع ذلك حققت العديد من النتائج منها التعرف على شركاء جدد لديهم الجاهزية والرغبة في الإبداع والموهبة, كما دُعمت المدارس بخبرات لدعم وتطوير المدارس وتوفير تدريب متميز وإيجاد بيئة حاضنة وراعية للموهوبين والموهوبات. وأوضح نائب الأمين العام ل"موهبة" الدكتور محمود نقادي، أن مبادرة الشراكة مع المدارس تأتي في إطار خطوات "موهبة" لاكتشاف ورعاية الموهوبين، وتنمية وتشجيع مناخ الموهبة والإبداع في المجتمع، باعتباره أبرز وأهم مشاريع المرحلة الثانية من استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار ومبادراتها الرئيسة التي تهدف إلى رعاية حوالي 40 ألف موهوب وموهوبة، على أن يستفيد من برامجها أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، ونحو 3% من المجتمع السعودي". وقال المشرف العام على المبادرة الدكتور عادل القعيّد: إن المبادرة لا تقتصر على الطلاب والطالبات الموهوبين فحسب بل تتعداها إلى كل الميدان التربوي من طلاب ومعلمين وقيادات تربوية وأولياء أمور الطلاب، مشيرا إلى أن المبادرة تستهدف وصول نسبة الطلاب الموهوبين في كل مدرسة من مدارس الشراكة داخل المشروع إلى 25% من إجمالي عدد الطلاب، وإلى ثلث عدد الطلاب في الفصل الواحد. وقال إنه جرى اختيار المدارس المشاركة في المشروع من القطاعين الأهلي والحكومي وفق معايير محددة . ولفت القعيد إلى أنه سيكون هناك توسع في المبادرة لتشمل كل المدن السعودية بعد أن بدأت العام الماضي في الرياضوجدة والمنطقة الشرقية، مضيفا أن هناك معايير دقيقة لاختيار الطلاب الموهوبين ولديهم خطة مستقبلية لزيادة العدد إلى 4 آلاف طالب وطالبة بحلول 2013. وفي ختام الحفل كرم السبتي الطلاب الحاصلين على جوائز عالمية, والطلاب والطالبات الاوائل في "موهبة", والمعلمين المتميزين ومدارس الشراكة. وخلال الحفل برزت موهبة الطالب محمد عبدالحميد كوسه الذي لم يتجاوز عمره 11 عاما, ومع ذلك فاز بالمركز الأول ليكون أصغر موهوب في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة". وكان الطالب المنتسب لمدرسة "دار الفكر" أصغر موهوب كرمته "موهبة" في الحفل. وذكر الطالب ل"الوطن" أنه يستطيع حل المسائل الحسابية مهما بلغت أرقامها وتعقيداتها دون استخدام الآلة الحاسبة, مضيفا أنه يدرس المناهج الخاصة ب"موهبة" في مدرسته باللغة الإنجليزية التي يجيدها تماما. وبسؤاله عن كيفية قضاء يومه وكيف وصل لهذا التفوق, أجاب بأنه يقضيه كأي طالب ويبذل جهدا عاديا في مذاكرة دروسه وبعد فراغه منها يمارس هواياته الرياضية والترفيهية كلعب كرة القدم وممارسة السباحة والرسم. وحول الحلم الذي يريد تحقيقه قال إنه يحلم أن يصبح طبيبا ويعد العدّة من الآن بتعلّم ودراسة كل ما له علاقة بالطب الحديث. وقال والده عبدالحميد كوسه ل"الوطن" إن بوادر الموهبة بدأت تظهر على ابنه من سن مبكّر وحصل على نسبة 99% في برنامج "عقول" الذي يعتمد على حل المسائل الحسابية, كما حصل على نسبة 99,8% في الشهادة الدراسية للعام الماضي. وأشار إلى أن مواهبه الدراسية وميوله للإبداع في بداياتها ويحرص على أن يوفر له كل المتطلبات التي تعينه على دعم وصقل موهبته وتحقيق طموحه. ولم يكن "كوسه" هو الموهوب الوحيد في حفل التكريم الذي أقامته "موهبة" بل عُرضت نماذج من إبداعات الطلاب والطالبات الموهوبين ومن ذلك ابتكار للطالبة نورة الربيق التي ابتكرت جهازا لتحديد مواقع الأطفال التائهين عن طريق نظام "جي بي إس". والطالبة داليا القرني التي فازت بجائزة الشيخ حمدان بن راشد للطالب المتميز, كما عرضت مواهب لطلاب مثلوا المملكة في منافسات دولية ومنهم عبدالله حبرم وسليمان المطرودي.