ذكر الأستاذ رضا لاري في مقال له «بنات البلد أولى بالخدمة» (المدينة 9/6/1433ه) أنه شخصيا شاهد في بيتهم وهو طفل سعوديات يقمن بالخدمة في البيوت فيقدمن خدمات متنوعة من إعداد الطعام في المركب (أي المطبخ) وتصبين الملابس (غسلها) وكي الغسيل بالمكواة الفحم. إذا كان اللاري قد شاهد ذلك فأنا شخصيا لم أشاهد ذلك فقط.. بل كنت في طفولتي أيضا أذهب في الصباح الباكر من يوم الجمعة إلى منزل إحدى السعوديات أستدعيها للحضور إلى بيتنا لتقوم بغسل الملابس، فإما أنها تصحبني أو أنها تأتي على أثري. كانت تقضي سحابة نهارها تغسل الملابس بيديها.. حتى إذا مالت الشمس إلى الغروب عدت بها إلى بيتها. وكانت تأتي في اليوم التالي من أجل كي ما قامت بغسله. وكانت سعودية أخرى تأتي إلى بيتنا يوميا لتقوم بتنظيف البيت، وتعود إلى بيتها آخر النهار. أما الطعام فكانت الوالدة رحمها الله تقوم بطبخه بنفسها. إذن فتوظيف السعوديات المحتاجات للعمل في البيوت ليس بدعا، فلماذا الاعتراض.. على توظيفهن ومن بينهن العاطلات والمطلقات واليتيمات و(الأرملات) القابعات في بيوتهن بلا دخل يستعشن منه.. فلا يجدن سبيلا إلى الدخل سوى العمل الشريف أو اللجوء إلى حسنة المحسنين. فهل انتظار الحسنة خير لهن من العمل ؟!. تقول الأستاذة جهير المساعد في مقال لها «القهوجية السعودية .. تعظيم سلام». (عكاظ 22/5/1433ه ): «لماذا الغضب الثائر والانفعال الساخن هذا الزبد الهائل لمجرد فكرة عمل المرأة السعودية عاملة منزلية.. في حين أن بعض السعوديين من أبنائنا الذكور الغر الميامين يعملون بمهنة (جرسون) يلبي طلبات الزبائن، ومنهم السائق والطباخ في محل.. فلماذا لا نصرخ من أجلهم كما نصرخ لأجل البنات» ؟. إن توظيف السعودية في العمل المنزلي يحتاج إلى تنظيم وانضباط وإلى حمايتهن وصون كرامتهن. لعل هذا يتحقق عن طريق شركات خاصة تتولى تشغيل من يرغبن في العمل المنزلي من المحتاجات على أساس أنهن يعملن نظير مبلغ (1200 1500) ريال، ويبتن في بيوتهن.. وما أكثر من تحتاج إلى مثل هذا المبلغ.. خاصة من غير المؤهلات ومن الكبيرات أو من متوسطات العمر.. على أننا حين نوصد في وجهها أبواب الرزق الحلال، وحين نستنكر لجوءها إلى العمل المنزلي، واحتمال حصولها على دخل لا يكفيها ومن تعولهم من الضمان الاجتماعي والجمعية الخيرية.. ألا ندفعها من أجل الإنفاق على نفسها ومن تعولهم ندفعها حينئذ إلى سلوك طرق غير مشروعة. وأختتم بما اختتم به رضا لاري بأن توظيف السعوديات المحتاجات في البيوت أو مربيات في مدارس البنات تكون له الأولوية والأفضلية «فبنات البلد أولى بهذه الوظائف من الأجنبيات». فهل نتعظ أو نعتبر ؟!.