دعا إمام وخطيب جامع الإخلاص في شارع بن لادن في جدة الشيخ إبراهيم حسن صالح علي المسلمين إلى الصبر على الشدائد، مذكرا المصلين بما لاقاه المسلمون الأوائل من الويلات وكيف أنهم ثبتوا على دينهم، وقال في خطبة الجمعة أمس:« للطغاة وأعوانهم من المجرمين تاريخ حافل بتعذيب المؤمنين؛ لردهم عن دينهم، واستعبادهم لأنفسهم، وتسخيرهم لذواتهم. والنفوس الكبيرة تهون عليها أجسادها في سبيل عقائدها وأفكارها، وتسترخص أرواحها لمبادئها وقيمها، فيمزق الجسد ويحرق ويشبح، ويعلق ويسحل ويسلخ، وقلب صاحبه منعقد على ما اطمأن له، واقتنع به، لا يرده عنه شيء، ولا ينال منه معذبه ما أراد".، مستشهدا ببعض ما يلاقيه المؤمنين في سوريا من تعذيب قائلا:" إننا لنرى أمثلة ذلك في أرض الشام المباركة، نرى رجالا ونساء وأطفالا، يهتفون بالله تعالى ويوحدونه، ويذكرون اسمه ويمجدونه ويعظمونه، قد لجؤوا إليه سبحانه في ضرائهم، وركنوا إليه في بلائهم، تحملوا في ذاته سبحانه من العذاب ما لو أنزل بالجبال لهدها، أراد الطاغوت أن يعبدنهم ، وأن يظفر منهم بكلمة الكفر، ولهم رخصة في ذلك، لكنهم أبوا إلا العزيمة، وتحملوا أشد العذاب، فمنهم من أحرق وهو يذكر الله تعالى، ومنهم من دفن حيا وهو يذكر الله تعالى، ومنهم من مات دعسا بالأقدام، وهو يذكر الله تعالى، ومنهم من قطع جسده حتى فاضت روحه، وهو يذكر الله تعالى".وأضاف"نماذج كثيرة في أرض الشام من الثبات واليقين، تنقل إلينا صورها وأفلامها، وتروى لنا قصصها وأخبارها، نماذج حولت ما قرأناه عن السابقين من المعذبين إلى واقع عملي نبصره ونسمعه، فلله درهم، ولا يعزى أهل الإيمان فيمن لقي الله تعالى وهو ثابت على إيمانه، مهما كان جسده ممزقا؛ فإن الله تعالى يحيي به أمة من الناس، ويجعله قدوة في الثبات". وزاد" تالله لن يضيع ثبات هؤلاء المستضعفين هدرا لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الآخرة فأجرهم على الله تعالى، وقد عذبوا لأجله سبحانه، وفاضت أرواحهم في سبيله عز وجل". وبين الشيخ إبراهيم حسن ، أن في ثبات بلال وياسر وسمية وخباب ومصعب في أول الإسلام سببا من أسباب النصر المبين في بدر وما بعدها، حتى عز الإسلام، وانتشر في بقاع الأرض "،داعيا المسلمين إلى الصبر والثبات في الدنيا لنجيل اجر الآخرة. وأوضح ل«عكاظ» الشيخ إبراهيم حسن، أن اختياره للخطبة ناتج عن ما لاحظه من تذمم الناس من الصبر على ما أصابهم وما يعتري المؤمنين من تعذيب في بعض البلدان ومنها سوريا، وقال: «علينا جميعا أن نؤمن أن الله ناصر عباده ولو بعد حين، وان ما يلاقيه المؤمن من بلاء إنما قد يكون اختبارا لمدى ثباته على الدين "، وأضاف" اثبتوا فان الله ناصر عباده، وعليكم بالصبر والثبات على الدين للفوز بالدنيا والآخرة". آراء المصلين «عكاظ» رصدت آراء المصلين في جامع الإخلاص في جدة حول مضامين الخطبة، وقال إبراهيم عبدالكريم:«الخطيب وفق في اختيار الخطبة في هذا الوقت الذي نشهد فيه البلاء يحيط بالمؤمنين في كل مكان»، وأضاف «هذا الوقت بدا الناس متألما بما أصاب إخوانهم في الإسلام من تعذيب وما زالوا متمسكين بدينهم ثابتون عليه". أما حامد الجهني ، فقال:« ندعو الله أن يفرج هم جميع المسلمين أينما كانوا وان يمدهم بالعون والثبات على الدين"، وأضاف" في ضل هذه الظروف نحن في أشد الحاجة لمثل هذه الخطب التي تعزز الإيمان في نفوس الناس في هذا العصر". بدوره رأى إبراهيم السلامي، أن الخطيب استطاع الربط بين الحياة المعاصرة وما يشاهده الناس من تعذيب لإخوانهم في بعض البلدان الإسلامية وما يعانيه المؤمنون في بداية الإسلام ،وقال:" علينا أن ندرك جميعا أن المؤمن مبتلى وعليه الصبر والله وعد الصابرين بالنصر والمثوبة في الدنيا والآخرة". !