تستعيد الذاكرة الجمعية لأهالي قرية نخلان في منطقة جازان قصة مازالت بعض فصولها غائبة تمثلت في زواج إيطالي من فتاة في القرية قبل 30 عاما أنجب منها ولدين، غير أن سيناريو العش الوردي بين الزوجة والرجل الإيطالي لم يستمر طويلا إذ أنه سرعان ما غاب في زحام الحياة وانقطعت أخباره، فيما لا تزال زوجته وولداه في حيرة من أمرهم يريدون معرفة مكانه وما إذا كان حيا أو ميتا. زوجة الرجل الإيطالي أنجلو «ن، ب» الذي خرج ولم يعد تستعيد من أقاصي ذاكرتها قصة زواجها من والد ابنيها وقالت:«أذكر أن قريتنا نخلان كانت في السنين الخوالي عبارة عن بيوت ليس بها أسوار سوى حواجز من القش، وفي أحد الأيام حضر إلى القرية رجل يركب سيارة وتردد أنه كان يطارد غزالا هرب منه، وكنت في تلك الفترة فتاة في ال14 من عمري أرعى غنم أسرتي على مشارف القرية، وتصادف أن أبي كان يمتلك غزلانا ضمن قطيع أغنامه وعرف الإيطالي الذي قدم إلى القرية عن غزلان أبي فحضر إلى منزلنا بسيارته الفارهة، واشترى غزالا من أبي وعند مغادرته شاهدني من سور القش وكنت فتاة صغيرة رفضت شبابا كثيرين تقدموا للارتباط بي وتضيف الزوجة بعدها عبرت الأيام رتيبة وفجأة في أحد الأيام زارنا مرة أخرى الرجل الإيطالي الغريب وطلب يدي، وكان والدي رجلا بسيطا وبعد تردد وافق على أن يزوجني إياه ولكن بشرط أن يتطهر ويشهر إسلامه وفعلا ذهب إلى الرياض وعاد وهو يحمل صك دخوله في الإسلام، وتم الزواج، وأذكر أنه كان رجلا حنونا وطيبا وسخيا، وأنجبت منه ولدين الأول اسمه عبدالرحمن والآخر أطلق عليه اسم نعيم، وبعد ولادة نعيم بأيام قليلة خرج دون أن أعرف وجهته ولكن قبلها بعدة أيام كان متوتر الأعصاب وفي عينيه قلق كبير، وأذكر أنه حينما خرج كان معه صديق لا أعرف جنسيته ولا اسمه وحدث نقاش حاد بينه وبين زوجي في الشارع وعاد بعدها والد أبنائي وهو يجهش بالبكاء وأبلغني أن أسرته غير راضين على زواجه وإشهار إسلامه. وتواصل أم عبدالرحمن سرد حكايتها أنه في أصيل أحد الأيام خرج واختفى أثره ولم أعرف أي شيء عنه، وبعدها بعدة سنوات زارنا رجل سوداني يحمل رسالة منه وطلب تصوير ولديه لكنني رفضت. ومن بعدها لم نسمع عنه شيئا . وتابعت أن زوجها كان يقول لها إنه مهندس في سد وادي جازان . ويمسك بطرف الحديث ابنها عبدالرحمن الذي أوضح أنه ووالدته وشقيقه يريدون معرفة أي شيء عن والدهم وهل هو حي يرزق، موضحا أنه وشقيقه يعيشان في أحسن حال كمواطنين. من جهته أوضح الابن الأصغر نعيم أنهم يريدون أي خيط يوصلهم إلى والدهم خاصة وأن الجميع يلهجون بسيرته وكيف أنه كان كريما ومحبا للآخرين ، موضحا أنهم تعبوا في البحث عنه حتى في أضابير السفارة الإيطالية ليس له وثائق، من جهته أوضح يوسف عبدالله: لا أعرف الكثير عن إنجلو الإيطالي سوى أنه تزوج هنا وما زالت حقيقته غائبة حتى الآن.