المقال السابق قمت بتعريف الأسر المنتجة والمشاريع المتناهية الصغر، وهذا المقال تتمة لما سبق للتعريف بالعمل من المنزل والعمل عن بعد، حيث إن هذه التعاريف ستوضح لاحقا أهمية التفرقة في هذه الأعمال لتحديد الفئة المستفيدة من المشاريع الحكومية والخاصة والدولية لمحاربة الفقر. وقد قامت منظمة العمل الدولية في عام 1990م بتعريفه بأنه العمل الذي يستلزم أن يؤدي بعيدا عن المكتب، سواء كانت طبيعة العمل دواما كليا أو جزئيا أو في أيام معينة، وعادة ما يستبدل الانتقال الشخصي بالاتصال الإلكتروني. بحيث يكون العامل منفصلا عن الاتصال الشخصي بالآخرين. وفي عام 2004 وضعت الحكومة الأمريكية اللوائح التنظيمية للعمل من المنزل، والذي أصبح يمثل 50 في المائة من قطاع المشاريع الصغيرة، والتي قد تتطور وتتسع لتصبح شركات كبيرة لاحقا، مثل شركة آبل للكمبيوتر وآيسكريم باسكن روبنز وياهو والتي بدأت كمشروع من المنزل. ووضعت معايير محددة للدخل وعدد العمالة والأرباح والضرائب لتنظيم العمل من المنزل وتعريفه هو استخدام المنزل ليكون مقر العمل، مهما كان نوع العمل خدمات أو منتجات أوابتكارات، وبدأت هذه الظاهرة بالانتشار بعد التقليص في الوظائف أوالتقاعد المبكر لممارسة أعمال يستمتع فيها الرجل أو المرأة. لذا بعد هذه التعريفات المتخصصة للمصطلحات الأربعة ألاحظ أنه ليس من الصحيح أن يطلق على صاحب محل صغير يبيع جوالات أنه من الأسر المنتجة لمجرد أنه اقترض من صندوق المئوية مثلا، لايصح أن يطلق على صاحبة محل تصميم أزياء بدأت من المنزل أنها من الأسر المنتجة بدأ من المنزل لمجرد أنه تنتج ثيابا أو ملابس. فهؤلاء جميعا أصحاب مشاريع صغيرة ولا تنتطبق عليهم سمات الأسر المنتجة، وأهمية تحديد التعريف سأطرحه لاحقا في المقال التالي. * مستشار اقتصادي